177

Taj Manzur

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Genres

وجاز إيقاظ النائم لحاجته، وإن لم يأمر به، ويؤجر موقظه للصلاة، ويأثم إن تركه حتى فات الوقت، ولا بأس بإيقاظ نائم بين جماعة، وإن لم يحدث. وكره تنبيه صبي، ويضمن إن زال عقله به.

وينام -صلى الله عليه وسلم- على يمينه، ويضع يمناه تحت خده، وليقل من استيقظ: الحمد لله الذي أحياني بعد أن توفاني وإليه النشور؛ وكره النوم في حمراء لاعتراء الجنون به، فالأنبياء -عليهم السلام- ينامون على ظهورهم لانتظارهم الوحي بالعيون، والمؤمن على يمينه مستقبلا(93) ، والملوك على شمالهم ليهنأ لهم ما أكلوه ، وإبليس وأعوانه وذو عاهة على وجوههم، ولا ينام أهل الجنة، لأنه أخو الموت.

فصل

فرق بين النفس والروح، فقيل: الروح ما به الحياة والنفس ما به العقل، وتقبض عند النوم لا الروح، وقيل: لكل إنسان نفسان، نفس الحياة وهي المفارقة عند الموت، ونفس التمييز وهي المفارقة عند النوم، فيمسك التي قضى عليها بالموت عنده فلا يردها إلى الجسد، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى، فيردها إليه حتى يقضي بموتها.

وقال علي: يخرج الروح عند النوم، ويبقى شعاعها في الجسد يرى بها الرؤيا، فإذا انتبه عاد إليه بأسرع من لحظة، ويقال: إن الأرواح تتلاقى عند النوم فتتعارف ما شاء الله، فإذا أرادت الرجوع إلى أجسادها أمسك الله أرواح الأموات عنده، وأرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها إلى مدتها، وهو معنى قوله: {الله يتوفى الأنفس حين موتها} الآية (سورة الزمر: 42)، وقيل غير ذلك؛ ولينفض مريد النوم فراشه من داخله، وليقل: باسمك ربي الخ(94).

فصل

أحب الطعام إلى الله -قيل- ماكثرت عليه الأيدي، وأن الله وملائكته يصلون على أهل بيت إذا اجتمعوا على طعامهم؛ وكره الأطباء والحكماء الأكل بين يدي السباع مخافة شره نفوسها وأعينها.

Page 177