215

Waʾd al-fitna: dirāsa naqdiyya li-shubahāt al-marjifīn wa-fitnat al-Jamal wa-Ṣiffīn ʿalā manhaj al-muḥaddithīn

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

Publisher

دار عمار للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Publisher Location

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

Genres

فَمَنْ وَجَدَ فيها ملجأ أو معاذًا فليَعُذ به " (^١).
وما أخرجه أحمد بإسناد صحيح عن خرشة، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " ستكونُ من بعدي فتنةٌ النّائمُ فيها خيرٌ من اليقظان، والقاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من السّاعي، فمن أَتَتْ عليه فليمشِ بسيفه إلى صفاةٍ فليضْرِبْه بها حتّى ينكسر، ثمّ ليَضْجَع حتّى تنجلي عمّا انجلتْ " (^٢).
وما أخرجه أحمد بإسناد حسن عن زياد بن مُسْلِم، عن أبي الأشعث الصّنعاني قال: بعثنا يزيد بن معاوية إلى ابن الزُّبير فلمَّا قَدمتُ المدينة دخَلْتُ على فُلان سمّى زياد اسمه، فقال: " إنَّ النّاس قد صنعوا ما صنعوا فما ترى؟ فقال: أوصاني خليلي أبو القاسم ﷺ إن أدركتَ شيئًا من هذه الفتن فاعْمَدْ إلى أُحُدٍ فاكسر به حدَّ سَيْفكَ، ثمَّ اقْعُدْ في بيتك، قال: فإنْ دخَلَ عليكَ أحَدٌ إلى البيت فقم إلى المَخْدع، فإن دخل عليك المخدع فاجْثُ على ركبتيك، وقل: بُؤْ بإثمي وإثمِكَ فتكونَ من أصحاب النَّار، وذلك جزاء الظّالمين، فقد كسرتُ سيفي وقعدتُ في بيتي " (^٣).
أحاديث الوعيد على من حمل السّلاح على أخيه المسلم
وأهل السّنّة مجمعون على تحريم الطّعن على أحد من أصحاب النَّبيِّ ﷺ بسبب ما جرى بينهم، حتّى لو عُرِف المحقّ منهم؛ لأنّهم لم يقاتلوا على الدّنيا، ولا قاتلوا عن جهل، أو اتّباع هوى، وإنّما هم مُتَأوّلون مجتهدون فمن أصاب منهم فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد وهو أجر الاجتهاد؛ ذلك أنّ المجتهد المتأوّل من آحاد النّاس له أجر وإن أخطأ، فما ظنّك بالصّحابة الّذين هم أكمل اجتهادًا وأحسن تأويلًا! ولذلك فإنّ مخطئهم كمصيبهم في أصل الأجر والثّواب وتحرّي الحقّ والصّواب.

(^١) البخاريّ " صحيح البخاريّ " (م ٤/ج ٨/ص ٩٢) كتاب الفتن.
(^٢) أحمد " المسند " (ج ١٣/ص ٢٣٣/ رقم ١٦٩٤٧).
(^٣) أحمد " المسند" (ج ١٤/ص ٢٦/رقم ١٧٩٠٥).

1 / 216