Sharh Sudur
شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور
Investigator
عبد المجيد طعمة حلبي
Publisher
دار المعرفة
Edition Number
الأولى
Publication Year
1417 AH
Publisher Location
لبنان
Genres
على تِلْكَ الْجَمْرَة فَإِن لَهَا نشيشا ويطوى عَلَيْهَا الْمسْح وَيذْهب بهَا إِلَى سِجِّين
١٦ - وَأخرج هناد بن السّري فِي كتاب الزّهْد وَعبد بن حميد فِي تَفْسِيره وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير بِسَنَد رِجَاله ثِقَات عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ إِذا قتل العَبْد فِي سَبِيل الله فَأول قَطْرَة تقع على الأَرْض من دَمه يكفر الله لَهُ ذنُوبه كلهَا ثمَّ يُرْسل الله بريطة من الْجنَّة فتقبض فِيهَا نَفسه وبجسد من الْجنَّة حَتَّى يركب فِيهِ روحه ثمَّ يعرج مَعَ الْمَلَائِكَة كَأَنَّهُ كَانَ مَعَهم مُنْذُ خلقه الله حَتَّى يُؤْتى بِهِ الرَّحْمَن فَيسْجد قبل الْمَلَائِكَة ثمَّ تسْجد الْمَلَائِكَة بعده ثمَّ يغْفر لَهُ ويطهر ثمَّ يُؤمر بِهِ إِلَى الشُّهَدَاء فيجدهم فِي رياض خضر وقباب من حَرِير عِنْدهم ثَوْر وحوت يلغثانهم كل يَوْم بِشَيْء لم يلغثاه بالْأَمْس يظل الْحُوت فِي أَنهَار الْجنَّة فيأكل من كل رَائِحَة من أَنهَار الْجنَّة فَإِذا أَمْسَى وكزه الثور بقرنه فذكاه بِذَنبِهِ فَأَكَلُوا من لَحْمه فوجدوا فِي طعم لَحْمه كل رَائِحَة من ريح الْجنَّة ويبيت الثور نافشا فِي الْجنَّة ينظرُونَ إِلَى مَنَازِلهمْ يدعونَ الله بِقِيَام السَّاعَة وَإِذا توفى الله العَبْد الْمُؤمن أرسل إِلَيْهِ ملكَيْنِ بِخرقَة من الْجنَّة وَرَيْحَان من ريحَان الْجنَّة فَقَالَا أيتها النَّفس الطّيبَة أَخْرِجِي إِلَى روح وَرَيْحَان وَرب غير غَضْبَان أَخْرِجِي فَنعم مَا قدمت فَتخرج كأطيب رَائِحَة مسك وجدهَا أحدكُم بِأَنْفِهِ وعَلى أرجاء السَّمَاء مَلَائِكَة يَقُولُونَ سُبْحَانَ الله لقد جَاءَ من الأَرْض الْيَوْم روح طيبَة فَلَا يمر بِبَاب إِلَّا فتح لَهُ وَلَا ملك إِلَّا صلى عَلَيْهِ وشفع حَتَّى يُؤْتى بِهِ ربه ﷿ فتسجد الْمَلَائِكَة قبله ثمَّ يَقُولُونَ رَبنَا هَذَا عَبدك فلَان توفيناه وَأَنت أعلم بِهِ فَيَقُول مروه بِالسُّجُود فتسجد النَّسمَة ثمَّ يدعى مِيكَائِيل فَيُقَال إجعل هَذِه النَّسمَة مَعَ أنفس الْمُؤمنِينَ حَتَّى أَسأَلك عَنْهَا يَوْم الْقِيَامَة فَيُؤْمَر بقبره فيوسع لَهُ طوله سَبْعُونَ وَعرضه سَبْعُونَ وينبذ فِيهِ الريحان ويبسط فِيهِ الْحَرِير وَإِن كَانَ مَعَه شَيْء من الْقُرْآن نورة وَإِلَّا جعل لَهُ نور مثل نور الشَّمْس ثمَّ يفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة فَينْظر إِلَى مَقْعَده فِي الْجنَّة بكره وعشيا وَإِذا توفى الله العَبْد الْكَافِر أرسل إِلَيْهِ ملكَيْنِ وَأرْسل إِلَيْهِ بِقِطْعَة بجاد أنتن من كل نَتن وأخشن من كل خشن فَقَالَا أيتها النَّفس الخبيثة أَخْرِجِي إِلَى جَهَنَّم وَعَذَاب أَلِيم وَرب عَلَيْك ساخط أَخْرِجِي فسَاء مَا قدمت فَتخرج كأنتن جيفة وجدهَا أحدكُم بِأَنْفِهِ قطّ وعَلى أرجاء السَّمَاء مَلَائِكَة يَقُولُونَ سُبْحَانَ الله لقد جَاءَ من الأَرْض جيفة
1 / 71