Sharh Sudur
شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور
Investigator
عبد المجيد طعمة حلبي
Publisher
دار المعرفة
Edition Number
الأولى
Publication Year
1417 AH
Publisher Location
لبنان
Genres
٥٧ - وَقَالَ الْحَافِظ إِبْنِ حجر فِي فَتَاوِيهِ أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ فِي عليين وأرواح الْكَافرين فِي سِجِّين وَلكُل روح بجسدها إتصال معنوي لَا يشبه الإتصال فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا بل أشبه شَيْء بِهِ حَال النَّائِم وَإِن كَانَ هُوَ أَشد من حَال النَّائِم إتصالا قَالَ وَبِهَذَا يجمع بَين مَا ورد أَن مقرها فِي عليين أَو سِجِّين وَبَين مَا نَقله إِبْنِ عبد الْبر عَن الْجُمْهُور أَيْضا أَنَّهَا عِنْد أفنية قبورها قَالَ وَمَعَ ذَلِك فَهِيَ مَأْذُون لَهَا فِي التَّصَرُّف وتأوي إِلَى محلهَا من عليين أَو سِجِّين قَالَ وَإِذا نقل الْمَيِّت من قبر إِلَى قبر فالإتصال الْمَذْكُور مُسْتَمر وَكَذَا لَو تَفَرَّقت الْأَجْزَاء إنتهى قلت وَيُؤَيّد كَون الْمقر فِي عليين مَا أخرجه إِبْنِ عَسَاكِر من طَرِيق إِبْنِ إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي الْحُسَيْن بن عبيد الله عَن إِبْنِ عَبَّاس أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ بعد قتل جَعْفَر لقد مر بِي اللَّيْلَة جَعْفَر يقتفي نَفرا من الْمَلَائِكَة لَهُ جَنَاحَانِ متخضبة قوادمها بِالدَّمِ يُرِيدُونَ بيشة بَلَدا بِالْيمن
٥٨ - وَأخرج إِبْنِ عدي من حَدِيث عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ عرفت جعفرا فِي رفْقَة من الْمَلَائِكَة يبشرون أهل بيشة بالمطر
٥٩ - وَأخرج الْحَاكِم عَن إِبْنِ عَبَّاس ﵄ قَالَ بَيْنَمَا النَّبِي ﷺ جَالس وَأَسْمَاء بنت عُمَيْس قريب مِنْهُ إِذْ رد السَّلَام وَقَالَ يَا أَسمَاء هَذَا جَعْفَر مَعَ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل مروا فَسَلمُوا علينا وَأَخْبرنِي أَنه لقى الْمُشْركين يَوْم كَذَا وَكَذَا قَالَ فَأَصَبْت فِي جَسَدِي من مقاديمي ثَلَاثًا وَسبعين من طعنة وضربة ثمَّ أخذت اللِّوَاء بيَدي الْيُمْنَى فَقطعت ثمَّ أَخَذته بيَدي الْيُسْرَى فَقطعت فعوضني الله من يَدي جناحين أطير بهما مَعَ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وَأنزل من الْجنَّة حَيْثُ شِئْت وآكل من ثمارها مَا شِئْت قَالَت أَسمَاء هَنِيئًا لجَعْفَر مَا رزقه الله من خير لَكِن أَخَاف أَن لَا يصدق النَّاس فأصعد الْمِنْبَر فَأخْبر بِهِ النَّاس فَصَعدَ الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ إِن جَعْفَر بن أبي طَالب مر مَعَ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وَله جَنَاحَانِ عوضه الله من يَدَيْهِ فَسلم عَليّ ثمَّ أخْبرهُم بِمَا أخبرهُ بِهِ
٦٠ - وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي حَدِيث كَعْب نسمَة الْمُؤمن طَائِر وَهُوَ يدل على أَن نَفسهَا تكون طائرا أَي على صورته لَا أَنَّهَا تكون فِيهِ وَيكون الطَّائِر ظرفا لَهَا
1 / 239