230

Sharḥ al-Ṣudūr bi-sharḥ ḥāl al-mawtā waʾl-qubūr

شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور

Editor

عبد المجيد طعمة حلبي

Publisher

دار المعرفة

Edition

الأولى

Publication Year

1417 AH

Publisher Location

لبنان

وَكَذَا فِي رِوَايَة عَن إِبْنِ مَسْعُود عِنْد إِبْنِ مَاجَه أَرْوَاح الشُّهَدَاء عِنْد الله كطير خضر وَفِي لفظ عَن إِبْنِ عَبَّاس تجول فِي طير خضر وَفِي لفظ إِبْنِ عَمْرو فِي صور طير بيض وَفِي لفظ عَن كَعْب أَرْوَاح الشُّهَدَاء طير خضر
قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَهَذَا كُله أصح من رِوَايَة فِي جَوف طير خضر
٦١ - وَقَالَ الْقَابِسِيّ أنكر الْعلمَاء رِوَايَة فِي حواصل طير خضر لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تكون محصورة ومضيقا عَلَيْهَا ورد بِأَن الرِّوَايَة ثَابِتَة والتأويل مُحْتَمل بِأَن يَجْعَل فِي بِمَعْنى على وَالْمعْنَى أَرْوَاحهم على جَوف طير خضر كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿ولأصلبنكم فِي جُذُوع النّخل﴾ أَي على جُذُوع وَجَائِز أَن يُسمى الطير جوفا إِذْ هُوَ مُحِيط بِهِ ومشتمل عَلَيْهِ قَالَه عبد الْحق
وَقَالَ غَيره لَا مَانع من أَن تكون فِي الأجواف حَقِيقَة ويوسعها الله لَهَا حَتَّى تكون أوسع من الفضاء
٦٢ - وَقَالَ إِبْنِ دحْيَة فِي التَّنْوِير قَالَ قوم من الْمُتَكَلِّمين هَذِه رِوَايَة مُنكرَة وَقَالُوا لَا يكون روحان فِي جَسَد وَاحِد وَإِن ذَلِك محَال وَقَوْلهمْ جهل بالحقائق وإعترض على السّنة وَالْجَمَاعَة الثَّابِتَة فَإِن معنى الْكَلَام بَين فَإِن روح الشَّهِيد الَّذِي كَانَ فِي جَوف جسده فِي الدُّنْيَا يَجْعَل فِي جَوف جَسَد آخر كَأَنَّهُ صُورَة طَائِر فَيكون فِي هَذَا الْجَسَد الآخر كَمَا كَانَ فِي الأول وَذَلِكَ مُدَّة البرزخ إِلَى أَن يُعِيد الله يَوْم الْقِيَامَة كَمَا خلقه وَإِنَّمَا الَّذِي يَسْتَحِيل فِي الْعقل قيام حياتين بجوهر وَاحِد فيحيا الْجَوْهَر بهما جَمِيعًا وَأما روحان فِي جَسَد فَلَيْسَ بمحال إِذْ لم يقل بتداخل الْأَجْسَام فَهَذَا الْجَنِين فِي بطن أمه وروحه غير روحها وَقد إشتمل عَلَيْهِمَا جَسَد وَاحِد وَهَذَا أقرب لَو قيل لَهُم إِن الطَّائِر لَهُ روح غير روح الشَّهِيد وهما فِي جَسَد وَاحِد وَإِنَّمَا قيل فِي أَجْوَاف طير خضر أَي فِي صُورَة طير كَمَا نقُول رَأَيْت ملكا فِي صُورَة إِنْسَان وَهَذَا فِي غَايَة الْبَيَان إنتهى
٦٣ - وَقَالَ الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام فِي أَمَالِيهِ فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء﴾ فَإِن قيل الْأَمْوَات كلهم كَذَلِك فَكيف خصص هَؤُلَاءِ فَالْجَوَاب أَن الْكل لَيْسَ كَذَلِك لِأَن الْمَوْت عبارَة

1 / 240