356

Sharḥ al-Ṭībī ʿalā Mishkāt al-Maṣābīḥ al-musammā bi (al-Kāshif ʿan Ḥaqāʾiq al-Sunan)

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

Editor

د. عبد الحميد هنداوي

Publisher

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

الرياض

Genres

إنما نهي عن ذلك في الفضاء، فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك، فلا بأس. رواه أبو داود [٣٧٣].
٣٧٤ - وعن أنس، قال: كان النبي ﷺ إذا خرج من الخلاء قال: «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافإني» رواه ابن ماجه [٣٧٤].
٣٧٥ - وعن ابن مسعود، قال: لما قدم وفد الجن علي النبي ﷺ قالوا: يا رسول الله! انه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حممة؛ فإن الله جعل لنا فيها رزقًا، فنهانا رسول الله ﷺ عن ذلك. رواه أبو داود [٣٧٥].
(٣) باب السواك
الفصل الأول
٣٧٦ - عن أبي هريرة، ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء، وبالسواك عند كل صلاة» متفق عليه.
ــ
جعل رزقًا للجن، فلا يجوز إفساده عليهم. وفيه أيضًا أنه إذا مس ذلك المكان وناله أدنى غمز وضغط تفتت لرخاوته، [فيتعلق] به شيء منه متلوثًا بما يلقاه من تلك النجاسة، وفي معناه الاستنجاء بالتراب، وفتات المدر ونحوهما. والله أعلم.
باب السواك
الفصل الأول
الحديث الأول عن أبي هريرة: قوله: «لولا أن أشق» شق علي الشيء يشق شقًا ومشقة، والاسم منه الشق- بالكسر- «قض»: «لولا» يدل علي انتفاء الشيء لثبوت غيره، والحقيقة أنها مركبة من «لو» و«لا»، و«لو» يدل علي انتفاء الشيء لانتفاء غيره، فيدل هاهنا مثلًا علي انتفاء الأمر لانتفاء نفي المشقة، وانتفاء النفي ثبوت، فيكون الأمر منفيًا لثبوت المشقة. وفيه دليل علي أن الأمر للوجوب لا للندب من وجهين: أحدهما أنه نفي الأمر مع ثبوت الندبية، فلو كان للندب لما جاز ذلك. وثإنيهما أنه جعل الأمر ثقلًا ومشقة عليهم، وذلك إنما يتحقق إذا كان دليلًا علي الوجوب.
أقول: إذا كان «لولا» يستدعى امتناع الشيء لوجود غيره، وظاهر أن المشقة نفسها ليست بثابتة، لابد من مقدر، أي لولا خوف المشقة أو توقعها لأمرتهم. قال الشيخ السعيد أبو إسحاق

3 / 784