357

Sharḥ al-Ṭībī ʿalā Mishkāt al-Maṣābīḥ al-musammā bi (al-Kāshif ʿan Ḥaqāʾiq al-Sunan)

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

Editor

د. عبد الحميد هنداوي

Publisher

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

الرياض

Genres

٣٧٧ - وعن شريح بن هانئ، قال: سألت عائشة: بأي شيء كان يبدأ رسول الله ﷺ إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك. رواه مسلم.
٣٧٨ - وعن حذيفة، قال: كان النبي ﷺ إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه بالسواك. متفق عليه.
ــ
الشيرازي في كتاب اللمع في الأصول: في هذا الحديث دليل علي أن الاستدعاء علي وجه الندب ليس بأمر حقيقة، فإن السواك عند كل صلاة مندوب إليه، وقد أخبر النبي ﷺ أنه لم يأمر به، فدل علي أن المندوب إليه غير مأمور به.
«نه»: السواك- بالكسر- والمسواك ما تدلك به الأسنان من العيدان، يقال: ساك فوه يسوكه إذا دلكه بالسواك، فإذا لم يذكر الفم، قلت: استاك.
«مح»: يستحب أن يستاك بعود من أراك، وبما يزيل التغير من الخرقة الخشنة، والسعد، والأشنان، والإصباع إن لم تكن لينة إن لم يجد غيرها عند بعض الأصحاب. ويستحب أن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن من فمه عرضًا، ولا يستاك طولًا لئلا يدمي لحم أسنانه، فإن خالف صح مع كراهة. أقول: «عرضًا» في قوله حال من الفم، كذا في شرح الإمام الرافعي ﵁.
الحديث الثاني عن شريح: قوله: «إذا دخل بيته» «مظ»: وإنما فعل ذلك رسول الله ﷺ لأن الغالب أنه لا يتكلم في الطريق، والفم يتغير بالسكوت، فيستاك ليزيله، وهو تعليم لأمته، فمن سكت ثم أراد التكلم مع صاحبه يستاك لذلك؛ لئلا يتأذى من رائحة فمهز
الحديث الثالث عن حذيفة: قوله: «للتهجد» «تو»: أخذ التهجد من الهجود، وهو النوم يقال: هجدته فتهجد، أي أزلت هجوده نحو مرضته. فالتهجد التيقظ، ولما كان الذي يريد التعبد لربه في جوف الليل يتيقظ ليصلي- عبر عن صلاة الليل بالتهجد.
قوله: «يشوص» «نه»: أي يدلك أسنانه وينقيها. وقيل: هو أن يستاك من سفل إلي علو، وأصل الشوص الغسل، و«من» في «من الليل» تبعيضية مفعول التهجد، كقوله تعالي: ﴿ومن الليل فتهجد به نافلة لك﴾ أي عليك بعض الليل، فتهجد به عبادة زائدة لك علي الصلوات الخمس.

3 / 785