قلت: مر الجواب وصرح الناظم في التسهيل باقتضابه، ومثله صنيعه في النظم حيث صرح به بعد ما صرح باحرنجم، وهو ظاهر قوله في الخلاصة كذا افعلل، إلا إن قيل راعي وزنه على ما صار إليه، وما تقدم عن صاحب بغية الآمال من أن الأصل افعلل بسكون اللام الأولى وفتح الثانية والثالثة هو الحق، سواء قلنا بالاقتضاب أو بالإلحاق، بدليل ظهور سكون الأولى وفتح الثانية عند اتصال التاء ونحوها، وبدليل ظهور ذلك في اسمأدد كما مر، فبطل قول صاحب تحقيق المقال: إن حركة اللام الأولى على الاقتضاب أصلية، والسكون في الوسطى أصل، وعلى الإلحاق بالعكس، وقد يطاوع فعلل كما يطاوعه تفعلل نحو: طمأنته بالهمزة، والأصل اطمأن بتقديم الهمزة على الميم فقلب قلبا مكانيا، وهو مذهب سيبويه، لأن المجرد الذي هو طأمن بسكون الهمزة وتقدمها الميم وخفة النون أصل للمزيد فيه.
وقال الجرمي: طأن هو الأصل بسكون الميم مقدمة على الهمزة، وفتح الهمزة والنون الخفيفة، وطأمن مقلوبة بسكون الهمزة وتقدمها على الميم، وفتح الميم وخفة النون لكثرة تصرف طمأن، وكثرة التصرف دليل لأصالة قيل، والإلحاق به نادر كأبيضض بتشديد الضاد الثانية.
الوزن الخامس: تفاعل، بفتح التاء والعين بزيادة هذه التاء والألف بعد الفاء، وهو فاعل بفتح العين زيدت عليه التاء وهو خماسي من مزيد الثلاثي لغير الإلحاق، وقيل للإلحاق، وبتفعل بتشديد العين نحو توالى أصله توالى بفتح الياء قلبت ألفا لتحركها بعد فتحة، ونحو: ادارك بتشديد الدال أصله تدارك، سكت التاء وأبدلت دالا، وأدغمت في الدال وجئ بهمزة الوصل لئلا يبتدأ بالساكن، وله معان أشهرها وأصلها المفاعلة بين اثنين، أو أكثر، ويعبر عنها بالاشتراك في الفاعلية لفظا، وفيها وفي المفعولية معنى، نحو: تضاربوا وتضاربا، وتضارب زيد وعمرو، فإن هذه المرفوعات هي الفاعل، والمعطوف على الفاعل فاعل، والكل ضارب ومضروب.
Page 218