Sharḥ Lāmiyyat al-afʿāl liʾl-Quṭb Aṭfiyash j. 2, 3
شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3
Genres
وعبارة السعد هكذا وهوى أي تفاعل لما يصدر من اثنين فصاعدا نحو: تضاربا وتضاربوا، قوله: لما يصدر إلخ أي للفعل الذي يصدر من اثنين فصاعدا من حيث إنه يصدر منهما، فيوافق أنه للمشاركة المذكورة، وبها عبر ابن الحاجب، والمراد المشاركة على وجه مخصوص، بأن كان فعل كل منهما متعلقا بالآخر، فيخرج ما إذا ضربا أو ضربوا بكرا مثلا.
قال الطبلاوي: قال بعضهم: فإن قيل صدور الفعل من الجانبين لا يتحقق في بعض المواضع كالتداخل، لأن الأكثر غير داخل في الأقل.
قلنا: إن قبول الفعل منزل منزلة نفس الفعل كما في قوله تعالى: (وواعدنا موسى) وقولهم: عالج الطبيب المريض أ. ه.
قال اللقاني: وعبارة السعد تصدق بنحو: القرب والبعد، ولا يتعين فيه تفاعل لجواز قرب زيد من عمرو، وبعد عنه، فالأولى قول ابن الحاجب: وتفاعل المشاركة أمرين فصاعدا في أصله، أي في مصدر فعله الثلاثي صريحاز
قال الجار بردي: وإنما قال صريحا، احترازا عن فاعل بفتح العين، ولأجل أنه يتشارك فيه أمران صريحا نقص معمولا عن فاعل بفتح العين.
وحاصله: أن وضع فاعل بالفتح لنسبة الفعل إلى الفاعل متعلقا بغيره، مع أن الغير فعل ذلك مثلا، ووضع تفاعل لنسبته إلى المشتركين فيه من غير قصد إلى تعلق به، فلذلك جاء الأول زائدا على الثاني بمفعول أبدا، فإن كان تفاعل من فاعل المتعدي إلى مفعول كضارب لم يتعد، وإن كان من المتعدي إلى مفعولين كجاذبته الثوب تعدى إلى واحد، وقد يفرق بينهما من حيث المعنى، بأن البادي في فاعل معلوم دون تفاعل، ولذلك يقال أضارب زيد عمرا أم ضارب عمرو زيدان ولا يقال ذلك في تضارب أ. ه كلام اللقاني.
قال الطبلاوي: ولعل وجه الأولوية أن في عبارة ابن الحاجب التصريح بالمشاركة بين الاثنين فصاعدا، وأن تلك المشاركة في اصله لا فيه، فخرج القرب والبعد، فإن الدال على المشاركة هو لا أصله، إذ لا أصل له.
Page 219