============================================================
بعض الليالى * وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفرإنا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستفيثوا يغاثوا بماء ككالمهل يشوى الوجوه بتس الشراب وساءت مرتفقا.
قلما كان الصبح وجدوها ميتة رحمها الله تعالى.
العكاية الخامسة والعشرون بعد الماثة عن أحدهم قال كنا نمشى على شاطئ الأبلة في الليل والقمر طالع فمررنا بقصر جندى وفيه جارية تضرب بالعود وإلى جانب القصر فقير عليه خرقتان فسمع الفقير الجارية وهى تغنى وتقول: ييل الله ود يان سى لق يبسذل وم تون ير هذا بك آمل فصاح الفقير فقال أعيديه يا جارية بحق مولاك الكبير فهذا حالى مع الله تعالى فنظر صاحب الجارية إلى الفقير فقال لها اتركى العود وأقبلى عليه فانه صوفى فجعلت تقول البيتين وترددهما والفقير يقول هذا حالى مع الله تعالى والجارية تقول وتردد إلى أن صاح الفقير صيحة وخر مغشيا عليه قال فحركناه فإذا هو ميت رضى الله عنه، فنزل صاحب القصر فأدخله القصر قاغستممنا عليه وقلتا هذا يكفنه بكفن غير طيب فصعد الجندى صاحب القصر وكسر كل ما كان بين يديه فقلنا ما بعد هذا إلا خير فمضينا إلى الأبلة وأعلمنا الناس فلما أصبحنا رجعنا إلى القصر وإذا الناس مقبلون من كل وجه إلى الجنازة فكانما نودى في البصرة حتى خرج القضاة والعدول وغيرهم والجتدى يمشى خلف الجنازة حافيا حاسر الرأس حتى دفن فلما هم الناس بالانصراف. قال الجندى للقاضى والشهود اشهدوا أن كل جارية لى حرة لوجه الله تعالى وكل ضياعى وعقارى حبس في سبيل الله وفي صندوقى أربعة آلاف دينار وهى في سبيل الله عز وجل ثم نزع الثوب الذى كان عليه فرمى به وبقى فى سراويله فأعطى ثوبين اتزر بواحد واتشح بالآخر وهام على وجهه فكان بكاء الناس عليه اكثر من بكائهم على الميت.
وقال بعضهم رآيت في تيه بنى إسرائيل رجلا قد أنحلته العبادة حتى صار كالشن البالى فقلت ما الذي بلغ بك إلى هذه الحالة فنظر إلى متعجبا من سؤالى فقال يا هذا ثقل الأوزار وخوف النار والحياء من الملك الجبار قال بعضهم في ذلك : لما ذكرت عذاب النار أزعجنى ذاك التيذكر على أهلى وأوطانى وصرت في القفر أرعى الوحش منقردا كما ترانى على وجدى وأحزانى وذا قليل لمثلى بعد جراته فما عصى الله عبد مثل عصيانى نادوا على وقولوا في مجالسكم هذا المسىء وهذا المجسرم الجانى فما آرعويت ولاقصرت من زللى ولا غسلت بماء الدمع أجفسانى
Page 140