============================================================
المكاية السافسة والعشرون بهد الماثة عن عبد الله بن الانعنف رحمه الله تعالى قال خرجت من مصر أريد الرملة لزيارة الروذبارى رضى الله عنه فرآنى عيسى ابن يونس المصرى رحمه الله فقال لى هل أدلك قلت نعم فقال عليك بصور فإن فيها شيخا وشابا قد اجتمعا على حال المراقبة فلو نظرت إليهما نظرة لأغنتك باقى عمرك، قال فدخلت عليهما وأنا جائع عطشان وليس على ما يسترنى من الشمس فوجدتهما مستقبلين القبلة فسلمت عليهما وكلمتهما فلم يكلمانى فقلت أقسمت عليكما بالله ألا ما كلمتمانى فرفع الشيخ رأسه وقال ياابن الأحنف ما أقل شغلك حتى تفرغت إلينا ثم أطرق فأقمت بين يديهما حتى صلينا الظهر والعصر فذهب عنى الجوع والعطش فقلت للشاب علمنى بشىء أنتفع به فقال نحن أهل المصائب ليس لنا العظة فأقمت عندهما ثلاثة أيام بلياليهن لم تأكل فيها ولم نشرب فلما كان عشية اليوم الثالث قلت في نفسى لابد من سؤالهما في وصية أنتفع بها باقى عمرى فرفع الشاب رأسه، وقال عليك بصحسبة من يذكرك الله تعالى بنظره ويعظك بلسان فعله لا بلسان قوله ثم التفت فلم أرهما رضى الله عنهما ونفع بهما وأنشد لسان الحال: شدوا المطايا قبيل الصبح وارتحلوا وخلفونى على الأطلال أيكها الحكاية السابعة والعشرون بعد الماثة ان ابى القاسم الجنيد رضى الله عنه قال رأيت إبليس في المنام تعوذ بالله منه وهو عريان فقلت له أما تستحيى من الناس فقال أهؤلاء عندك من الناس فقلت نعم قال لو كانوا من الناس ما تلاعبت بهم تلاعب الصبيان بالكرة ولكن الناس غير هؤلاء قلت من هم قال قوم قي مسجد الشونيزية قد أضنوا جسدى وأحرقوا كبدى كلما هممت بهم أشاروا إلى الله تعالى فأكاد أحترق: قال الجنيد رضى الله عنه فلما استيقظت من النوم أتيت ذلك المسجد فإذا أنا بثلاثة رجال قد جعلوا رموسهم قي مرقعاتهم فلما أحسوا بى آخرج واحد منهم رأسه وقال يا أبا القساسم لا يغرنك حديث إبليس الخبيث لعنه الله ثم رد رأسه رضى الله عهم ونفنا بهم المكاية الثاهنة والعشرون بحد المائة عن الجنيد ايضا رضى الله عنه قال كنت جالسا في مسجد الشونيزية أنتظر جنازة أصلى عليها وأهل بغداد على طبقاتهم جلوس ينتظرون الجنازة فرأيت فقيرا عليه أثر النسك يسأل الناس فقلت في نفسى لو عمل هذا عملا يصون به نفسه عن سؤال الناس كان أجمل فلما انصرفت
Page 141