============================================================
فان قلت : إن الله، عز وجل، أمره بدعاء البعض دون البعض، كان هذا هو الكفر، والرد للقرآن صراحا .
وإن قلت : إن الله، جل ثناؤه، قد أمر بدعاء الناس جميعا إلى الاسلام على ما نجده منصوصا فى القرآن ، وأراد ذلك منهم رسول الله، صلى الله عليه، لزمك أن الله، عز وجل، اراد ذلك منهم (و) رسول الله صلى الله عليه .. (و) لزمك أن الله، عز وجل، اراد إسلامهم كلهم، وبطل قولك وسقطت حجتك، أن، زعمت، اراد منهم الكفر، لعلمه انهم لا يومنونا..
ولو كان ما قلت حقا، لم يقل لهم رسول الله ، صلى الله عليه، عن الله، جل ثناؤه:إنى رسول الله إليكم جميعا)(1)، ولم يقم الرسول، صلى الله عليه، على كلهم الحجة، وقد علم أن منهم من لايؤمن، وأن الله، عز وجل، قد علم أن منهم من لايؤمن، فقدصح أن العلم ليس هو الذى منعهم، ولا حال بمنهم وبين الطاعة ، ولى أقل من هذا كفاية لقوم يعقلون، والحمد لله رب العالمين .
124و) ومن الحجة عليكم أيها الحبرة فى قولكم / إن الله ، تبارك وتعالى ، خلق الكفر والشرك والزنا واللواط، وقعل الأنهياء واثمة الهدى، وقطع الطرق وجيع النواحش والكذب.
أن نقول لكم : أخبرونا كيف جوابكم للزنادقة واليهود والنصارى ، إذا سألوكم فقالوا لكم : نحن نحد فى كتابكم، وتحتجون علينا ، أن ربكم قال لنبيكم : (هل من خالق غير الله(2)4.. يخبر أنه لا خالق معه، يخلق ما خلق، وأنه هو الذى خلق، وأنه لا خالق معه يخترع الأشياء، ويقدر على الأشياء، اليس هذا هو خالق عندكم وفى كتابكم 14. فلايد لكم من نعم.
فإذا قلتم ذلك ؛ قالوا لكم : فاخبرونا الآن عن قوله، يضيف إلى عباده : (وتخلقون إفكا(2)، نحد هذا فى كتابكم .. افليس هذا القول قد دل على أن ثم خالقا آخر غيره، يخلق الإفك 19 (1) سورة الأعراف : الأية 158.
() مورة فاطر : الآمة3.
(3) ورة المنكبوت : الآمة 17.
Page 386