============================================================
واراك تفرى ما خلفت وبعض القوم يخلق ثم لايفرى (1) فهذا الشاهد من لغة العرب، والذى قلت فامر لايجوز ان يرى العباد أنهم خلقوا مالم يخلقوا، لأن هذا أمر مستحيل، وإذا استحالت الاشياء فى عقول الخلق، كما و صت سقطت عنهم الحبة، لما دخل فى العقول من القاد فاما أن يقولوا قولا بالمكابرة والظلم واتباع الهوى، وهم يعلون عند اتفهم غيره، فذلك الصحيح فى عقولهم، فهذا ما لا يجوز غيره . فافهم ما قلنا، فان الحق لا يشوبه الباطل: هل يعول علم الله بين الانسان والايمان والطاعة .
ومن الحبة لنا عليك فى أن الاد يتطيعون، ويقدرون أن لا يعلم الم، عز وجل ، ضهم الكفرولا الشرك ولا شييا من جميع الظلم .
قوله لنبيه ، صلى الله عليه : (قل ما أيها الناس إني رحول الله إلكم جمف(1)، فنقول لك : أخبرنا عن هذه الآية اهى على الحقيقة من قول الله، عز وجل، انه ارسل رسوله إلى الناس جميعا، ام هى آية يجوز تاويلها عندكم، أنها إلى بعض الناس دون بعض.
فان قلت : نعم، إنه يجوز أن يكون تاويلها إلى بعض الناس، دون بعض..
اكذبك جميع أهل القبلة من الفرق كلها، وأكذبك الله ، عز وجل، بقول : (وما ارسلناك الأكالة للناس)(2)، والكافة فى لغة العرب هى العامة للكل، لا خصوص ها.
ثم نقول لك : أخبرنا هل أراد رسول الله، صلى الله عليه، من الخلق كلهم أن يجيبوا دعرته، ويدخلوا فى الإسلام، حتى لا يتخلف منهم أحد ، ام لم يرد ذلك وهل أمره الله، عز وجل، بدعاء الجميع، أم لم يأمره إلا بدعاء البعض ها.
(1) والميت في ديوانه ، ص94 ، وجهرة اشعار العرب القرشى 140/6 . وفى اللسان 11/ 425، وحاه على هذا لنحو: ولانت تفرى صاخلقت ومعض القوم يخذق ثم لايفرى.
(2) ورة الاعراف : الآية 158.
2) مورة سبا: الآبة 18.
Page 385