============================================================
هذا جده فى قرآكم، الذى تدعون أنه من عند حكيم عادل، حيث يقول : (ولوكان من عند غر الله توجدوا بيه اختدف كرا((1)، هذا ، زعمتم، فى قرآنكم، فلابد لكم ان تجيبوهم بنعم فيقول لكم السائل عند ذلك : فاى اختلاف يكون اعظم من هذا الاختلاف، واى مناقضة 114...
ثم قال يعنف قوما، فقال لهم : (وتخقون إنكا، فلاهد لكم، إنكم قد لزمتكم المناقضة والاختلاف : لان هذا بين واضح فى القرآن ، لاحيلة لكم فى دفعه ولا رده : فإن قلتم لهم : كله خلق الله، عز وجل، وفعله هو خلق الإفك، وغيره مما خلق الله، مثل السموات والأرض والشمس والقمر وغير ذلك، لزمكم ان قوله : (هل من خالق غير الله ينقض قوله: (وتخقون انكا)1.. ويفلجكم خصماؤكم من الهود ومن النصارى والزنادقة وجميع، من خالفكم، لابد لكم ان تخلصوا منهم بحجة، فران حسرتم على أن تقولوا : إن الله خلق الافك، وغيره من جيع الظلم، لزمكم فى ذلك 1- أما واحده : فيجب عليكم أن القرآن يختلف ويتناقض.
2- والخصلة الأخرى: فيلزمكم أنكم جملتم خالقكم فى عداد الكذابين، الذين يفملون الافك ويلزمونه غيرهم ، ممن لم يفمله .
فلا يزال الكلام يكرر عليكم أبدا، ويدخل عليكم فى التوحيد وحكمة الحكيم وعدل العادل، الفساد والوهن، والخلل الذى لابعده من العبث أبدا، حتى ترجموا عن قولكم، وإلا بان كفركم، فتقرروا ان الذين خلقوا الإفك هم العباد ، الذين لاطاقة لهم بخلق شي من جميع الاشياء، (إلا) الافك والمعاصى، وما أتوه من العدوان، الذى اختاروه، وانهم لايقدرون على خلق شي، غير المعاصى التى من علهم، ولما أرادوا خلق خردلة ما قدروا عليها 14.. لأن ذلك ليس فى قوتهم، وخلق الافك وجيع المعاصى فى قوتهم، وهم فى ذلك مخيرون تخييرا .
فاما أن يقدروا على خلق شيء غير ذلك، فيخرجوه من بعده إلى (العجز) (1) (1) ورة الناه: الأية 82.
(1) مكان هذه الكلمة مياض فى الأصل
Page 387