271

============================================================

تفسير سورة البقرة 2057 ومنها آن النبي -صلى الله عليه وسلم -كان مبعوثا بالتكليف والتعريف وقوله: (أعبدوا ريكم ) تكليف، وقوله: "الذي خلقكم والذين من قبلكم) تعريف، ولو استغنى العقلاء عن التكليف والتعريف لما بعث إليهم رسول، ولا أنزل إليهم كتاب؛ وكما أن تكليف العباد بالعبادة محتاج إليه، كذلك تعريف العبادة بالمعرفة محتاج إليه؛ فهو المبين كيف نعبده بالتوحيد، وكيف نوحده بالعبادة؛ فإن عبدناه بابداننا كيف نعبده، وإن عرفناه بعقولناكيف نغعرفه. فليس بحق قول من قال: إن النبي -صلى الله عليه وآله -كان مبعوثا بأحد الأمرين دون الثاني.

ومنها أنه عرف العباد بالإخبار عن فطرتهم: إذكل إنسان يعرف بفطرته آنه ما خلق نفسه، وأنه محتاج إلى خالق خلقه، فابتدا التعريف من الفطرة وأخبر عن كل فطرة بما لا يسوغ له انكاره، ليعلم أولا صدقه في إخباره، -187 وكذب غيره في إخباره على خلاف الفطرة: وهكذا تعريف الأنبياء -علهم اللام - عن فطرة الإنسان: (واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين). فدعوتهم كلمة واحدة وكلمتهم دعوة واحدة؛ وما من تكليفي إلا ومعه تعريف وما من تعريفي إلا ومعه تكليف.

ومنها أنهم أخبروا الناس بعاقبة الأمرين وهو قوله: (لعلكم تتقون) أي تتقون بالعبادة من الاستكبار، وبالمعرفة من الإنكار في الحال، وتتقون بهما من النار في المال، كما يتقي المتقي من العدو بجتته: والتقوى أول لباس الناس وخير لباس الناس: "ولباس التقوى ذلك خير).

م أخبر الله تعالى بتعريف آخر بعد تعريفه بذلك: قوله -جل وعز: الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماءماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوالله أندادا وأنثم تعلمون(3) 21 النظم لما عرف الله تعالى ربوبيته بما تدل عليها فطرتهم التي لايسوخ لهم إنكارها وفطرة ليتهنل

Page 271