272

============================================================

12056مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار الذين من قبلهم. إذ شاركوهم فيها، عرف بعد ذلك ربوبيته بفطرة السماوات والآرض: فيكون ذلك تعريفا بايات الآفاق بعد التعريف بايات الأنفس: وعقب ذلك ببيان أسباب الرزق ليعرف أنه الرزاق ذو القوة المتين، كما عرف أنه الخلاق المبين؛ ويتحقق التوحيد الخالص ونفي الأنداد من الشركاء والأضداد.

الغة والمعنى (و] التفسير قال أبو عبيدة: فراشا، أي مهادا ذللها لكم؛ وقال الزجاج: وطاء لم يجعلها حزنة غليظة لايمكن الاستقرار عليها، بل سواها ومهدها تمهيدأ.

قال مقاتل: بساطا بسطها لكم وسهل لكم السكون عليها؛ وقال ابن عباس في رواية أبي صالح: (فراشأ) يعني مناما للخلق كلهم، (والسماء بناء) يعني سقفأ، وكل سماء مطبقة على الأخرى مثل القبة. قال السدي: مهادا وقرارا يمشى عليها. قال قتادة: جعل السماء سقفأ لك، وجعل الأرض مهادأ لك، وجعل الشمس ضياء لك، وجعل القمر نورأ لك، نعما من اله تعالى؛ والجامع للأقوال: إن الأنسان كما يفترش الفراش ليسكن عليه وينام ويتوطأه في المقام، كذلك الأرض بالنسبة إلى الخلائق كلهم؛ فهي مهادهم وفراشهم؛ لأنه إذ خلقه فلابد له من مكان يقله وسماء تظله؛ وقال: (والسماء بناء) يعني سقفا مرفوعا.

(وأنزل من السماء ماء) يعني المطر -87 ب * أهبطه إلى الأرض. فقد قيل: تقدير الكلام "وأنزل من نحو السماء" وقيل: السماء بمعنى السحاب؛ وقال الحسن: إنما السحاب علم المطر، ينزل الماء عليه من السماء؛ وقال خالد بن معدان: إن المطر ما يخرج من تحت العرش ينزل من سماء إلى سماء حتى يجتمع في سماء الدنيا، ثم يجىء السحاب فيشربه، ثم يسوقه الله حيث شاء.

وقوله تعالى: (فأخرج به من الثمرات)1 أي بالماء و"من" جاءت زائدة؛ والشمرات جمع الثمرة وهي حمل الشجرة، نم يستعمل في كل ما ينتفع به من المال والعلم والعقل.

يقال: أثمر الله مالك، وأتمر عقلك، أي زادك رشدا به؛ وقيل: كل ما ينبت من الأرض فهو تمرة.

1. في الهامش عنوان: اللغة.

ليتهنل

Page 272