الأحنف . فأتته تبكي ، فقال : مايبكيك ؟ قالت : عيرتنى النساء وقلن : كبر مولاك (وجبن) ولاقوة به على الحرب ، ولا علم له بها . فحمى من قولها فرد مضربه . فقيل : هاجت زبراء(1) . وكانت إحدى سقطات الأحنف .
وحكي أنه لما ولى محمد بن موسى العباسى (2) المامة والبحرين وطريق مكة ، نزل تحنده في ظهر البصرة . وفرق الخيل فى جباية الصدقات وبذرقة السابلة(3) إلا أقل خيله . وبقي على بابه ألف رجل من غوغاء بغداد ، ومن الأنبار رجالة معهم رماح طوال وتراس حصينة . فشغبوا وطمعوافي الغارة عليه وعلى من بقى معه من جنده . فلما انتهى إليه مايفيضون فيه ، وعلم أن لاطاقة له هم، أمر محمد بن موسى بعض ثقاته ، فأخرج من البصرة باعة معهم الأطعمة وغيرها . وأسلفهم مالا وأمرهم أن لا يعطوا من جاءهم من الرجالة مايريدون ، الا برهن سنان أو سيف أو ترس ، وأن يرخصوا عليهم السعر ، ويحملوا مايرهنون (من أسلحتهم) يوما يوما إلى البصرة . فأقبل الرجالة على أولئك الباعة للإمكان (4) و رخص السعر ، برهنون أسلحتهم وهم لاهون في أكلهم وسكرهم . حتى ارتهن جميع أسلحتهم إلا اليسير منها . فاما استنظف السلاح (5)
Page 68