ردخل العباسى على أمير المؤمنين المنصور فقال : قد كفيتك القوم أغريت بينهم ، فكل فرقة منهم محتاجة إلى حسن رأيك لئلا تميل مع الفرقة الأخرى عليها ، فلا يكون لهم بك وبعدوهم طاقة . والرأى أن تبنى دارا في شرقى دجلة وتحول ابنك المهدى إليها ، وتصير جندك من أهل خراسان معه . قيكون (هو) ومن معه مسرعا لك (1) واخرج إلى القوم وانههم عن الحرب . ففعل المنصور ذلك ، وبنى الرصافة (2) .
حكى أن مصعب بن الز بير(3) ، لما قدم البصرة لحرب عبد الملك ابن مروان ندب الناس للقتال معه . وكان فيمن ساعده الأحنف بن قيس ، فأخرج مضربه فضربه فى عسكر مصعب ، نخرجت معه بنو تميم. فجاءت براء جارية الأحنف وكانت إحدى الدهاة ، فبكت بين يديه ، وكانت حظية عنده . فقال : مايبكيك ؟ قالت : يقول الناسم إن الأحنف قد رتكس(4) في الفتنة ، وخرج فى الطمع لشىء يأخذه . فقال لها : فإنى راجع . فبعث فرد مضربه . فبلغ مصعبا فغمه ذلك وقال : من أين أتيت فى الأحنف ؟ بيل له : جاريته زبراء ردته . فبعث إليها بعشرة آلاف درهم ، فضمنت له رد
Page 67