Lamca Murdiyya
اللمعة المرضية من أشعة الاباضية
Genres
أرسل إلى أهل الأرض كافة فقال تعالى وما آمن معه إلا قليل وإلى حال إبراهيم عليه السلام فإنه بعث وحيدا فريدا فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي والى حال لوط عليه السلام حين أرسل إلى القرى فإن الله تعالى يقول فيه وما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين والمراد به بيت لوط عليه السلام وإلى حال موسى عليه السلام فإنه خرج ببني إسرائيل وعند ذلك قال فرعون أن هؤلاء لشر ذمة قليلون وقد خاف في أول أمره من فرعون كما قال ففرت منكم لما خفتكم وكذلك أحوال غالب الأنبياء كزكريا ويحيى وغيرهما وأنظر إلى حال سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم وإلى سيرته من أول أمره إلى آخره وإلى عدد أصحابه والمشركون يومئذ لا يحصون عددا وإن ظهر الإسلام في حال ليكون حجة على الناس فإنه يختفي في أحوال كثيرة وأزمان طويلة وناهيك بأزمنة الفترة بين الأنبياء وأن الحق لم يظهر ظهورا تاما بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلا سنين يسيرة ثم تولى الأمر الظلمة من أهل الجور فتركوا الهدى وعملوا أبا الهوى والحق معروف والسيرة محفوظة الطريق بين الصراط مستقيم ولكن من يضلل الله فلا هادي له فلما تفرقت الآراء وتشعبت الأهواء وعطلت الأحكام وأتخذ كتاب الله دغلا ومال الله دولا وعباد الله خولا غضب المسلمون لدينهم وأظهروا الحق في أمكنتهم على حسب ما أشرت إلى ذكره في ما تقدم ولما انطمست أعلام المذهب من غالب البلاد كما أسلفنا ذكره اختفى على الأغبياء الجهلة ما نحن عليه من الحق الواضح و اشتغلوا بالسب والطعن ولا يضر المسلمين شيء من ذلك فقد قيل لنبيهم عليه الصلاة والسلام أنه ساحر ومجنون وقيل أنه كاهن وأنه شاعر فلم يضره ذلك بل زاده رفعة عند ربه صلوات الله وسلامه ولنا فيه أسوة حسنة.
Page 15