Lamca Murdiyya
اللمعة المرضية من أشعة الاباضية
Genres
المرشدون البائعون أنفسهم في رضا ربهم الراغبون في الآخرة الهاربون عن الدنيا ومن أئمتهم بالعراق عبدالله بن وهب الراسبي أمام أهل النهروان ثم المرداس بن حدير الشهير بابي بلال رضي الله عنه وعنهم وكانت له سير وأخبار وكرمات تذهل العقول وكان من أئمتهم بحضرموت طالب الحق عبدالله بن يحيى وسليمان بن عبدالعزيز وحمد بن سليمان وكان من أئمتهم بالمغرب أبو الخطاب المعافري وأبو حاتم الأول وعبدالرحمن بن رستم وأبنه عبدالوهاب وأبنه ألح وأبنه محمد وابنه يوسف وهو حاتم الثاني ومن أئمتهم بعمان الجلندى بن مسعود والوارث بن كعب وغسان بن عبدالله وعبدالملك بن حميد والمهنا بن جيفر والصلت بن مالك والخليل بن شاذان وراشد بن سعيد وراشد بن الوليد وسعيد بن عبدالله وناصر بن مرشد وغيرهم منأئمة العدل لا يحتمل ذكرهم هذا الموضع لإيثار الاختصار وقد كانوا جميعا في أمثال أبي بكر وعمر عدلا وفضلا لولا سابقة الصحبة جزى الله الجميع عن الإسلام خير جزاء ولما أراد الله تعالى أن ينفذ أمره في من شاء من الناس بسابقة القضاء طوى هذا المذهب من كثير من البلاد بموت أهله وانقراض علمائه في تلك النواحي فطال على الجاهل الأمد من أضلهم عن الحق وأزلهم عن الصدق وقيض على كل ناحية شيطانا بل شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا فذهب هذا الدين من مكة والبصرة وخراسان واليمن وحضرموت وبقى في عمان والمغرب وزنجبار ومصر ثم انتقصت أطرافها أيضا فلم يبق إلا في النواحي اليسيرة فظهر بذلك صدق الحديث بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فالحمد لله على هذه الغربة والشكر له على هذه القلة فإن المؤمنين قليل في أول الزمان وآخره قال تعالى وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين وقال إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وقال قليل من عبادي الشكور وناهيك بأحوال الأنبياء مع قولهم فأنظر إلى حال نوح عليه السلام في قومه وقد
Page 14