بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى اللهم وسلم وبارك على رسولك. سيدنا محمد وآله وصحبه. اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأن الدين عند الله الإسلام. سبحانك اللهم وبحمدك أنت الله لا إله إلا أنت. خلقت الخلق. وشرعت الحق، وأنزلت الصدق. وبينت الهدى. وخوفت من الردى. وأرسلت الرسل مبشرين ومنذرين. ليهلك من هلك على بينة. ويحيا من حيى عن بينة. وصلى الله عليهم جميعا. وعلى سيدنا محمد خصوصا وسلم تسليما كثيرا. وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فإنه لما اختلفت الأمة بعد نبيها. إلى ثلاث وسبعين فرقة. كما قال رسول الله صلى الله عليه ولم ذهبت كل فرقة منهم إلى مذهب. وسلك كل في طريق. وعاب كل فريق على الآخر. ما إليه ذهبت. وظنت كل طائفة أنهم أوتوا الحكم وفصل الخطاب. ويأبى الله أن يكون الحق إلا في واحدة. وهي التي على كتاب الله تعالى. وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وسنة الخلفاء الراشدين.

Page 5

ألا وهم أهل الاستقامة في الدين، المعروفون بالإباضية الوهبية المحبوبية كما دلت على ذلك الشواهد اللوامع والبراهين القواطع أعترف لهم الخصم بذلك والفضل ما شهد به الغير فممن أعترف لهم قديما عالم المدينة مالك بن أنس فإنه قال خطبنا أبو حمزة خطبة حيرت المبصر وردت المرتاب وأبو حمزة هو المختار بن عوف قائد الجيش لإمام المسلمين طالب الحق عبدالله بن يحيى الكندي رضوان الله عليهم وأن أبا حمزة خرج بالجيش إلى مكة فاستفتاحها ولاقته جموع الأعداء في قديد فمزقهم كل ممزق ودخل المدينة وأستفتحها وخطب أهلها خطبة تناقلتها الألسن والأسفار أقام فيها الحجة وأوضح المحجة وعلماء القوم يسمعون ومن جملتهم مالك فما كان له عندهم جواب سوى ما قال مالك المقدم ومعنى قوله حيرت المبصر أي جعلت العالم المتبصر في مذهبه محتارا حيث سمع ما لم يسمعه من الحجة والبرهان وقوله وردت المرتاب أي من كان مرتابا في دينه ردته عنه إلى مذهب أبي حمزة ولولا خوف الإطالة لا وردت لك في سيرتهم على التمام وقد رجع إلى مذهبنا في الزمان القديم خلف بن زياد البحراني وأبو النظر الخراساني وهما من أكابر العلماء المبصرين وقد نقل الاعتراف به عن جماعة كثيرين من المخالفين قال القطب وقد تنبه علماء الحرم أن دين الإباضية الوهبية خال عن البدعة وقد تنبه لهذا المعنى السيد الجليل مصطفى بن إسماعيل المصري متعنا الله بحياته وأستعملنا وإياه في طاعاته فرجع عن مذهب الإشاعرة إلى مذهب الحق وهو أوسع أترابه علما وفاقهم كياسة وهاهو قد نصب نفسه داعيا إلى الله ينادي بلساني الحال والمقال وقد الف الهدية الإسلامية في النصايح العامة وبث الخطب في صورة الجرائد لينتفع بها الخاصة والعامة وقد قال في هديته حين ذكر محمد بن أفلح إمام المسلمين ببلاد المغرب في الزمان القديم قال ولقد قام هذا الإمام بأهم واجبات العناية في احترام شعائر الله وصون الدين الكريم من أن يتطرق إليه دخيل العبث أو

Page 7

تمسه أهواء التعسف والركاكة والخلط في أقل القليل من أصوله وفروعه بعد أن تلقاه عن أبيه أفلح عن أبيه عبدالوهاب عن أبيه عبدالرحمن بن رستم الفارسي عن أبي عبيدة مسلم عن مرجع المسلمين عن أبي الشعثاء جابر بن زيد البصري العماني وهو من التابعين الأخيار أخذ العلم عن البحر الزاخر أبن عباس أبن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها الذي لم يترك دقيقة من دقائق حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في قيامه وقعوده وركوعه وسجوده وحديثه وصمته ونومه ويقظته وبجملة حركاته وسكناته حتى أسرار خلوته معها ألا وأستوعب معرفته حتى كانت تتصبب رضي الله عنها أمامه عرقا من حرج السؤال وخجل الجواب قال وكانت ولادته في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لسنتين بقيتا منها قال وذلك أن عمر مات سنة ثلاث وعشرين من الهجرة فتكون ولادة جابر سنة إحدى وعشرين منها ومات سنة ست وتسعين قال وكان عمر مالك إمام المالكية سنة واحدة لأنه ولد سنة خمس وتسعين ومات سن تسع وسبعين بعد المائة وكان عمر أبي حنيفة اذ ذاك خمس عشرة سنة لأنه ولد سنة ثمانين من الهجرة ومات سنة مائة وخمسين منها قال أما الشافعي فقد ولد في القرن الثاني سن مائة وخمسين ومات لأربع بعد المائتين وولد ابن حنبل سنة مائة وأربع وستين ومات سنة إحدى وأربعين بعد المأتين قال فيستدل من هذا البيان إن مذهب الإباضية نسبة إلى عبدالله بن إباض رضي الله تبارك وتعالى عنه وعنا وعنجميع من صلح الأيمة من الطاهرين الأخيار هو أقدم المذاهب تاريخا وأوثقها مصدرا وأصحها تأويلا وأحفظها للباب طهارة الدين طهارة الحنيف ونقاوته وسماحته وزكاوته وعلى ذلك فليس ثمة مراء في أنه هو الطريق الحق الذي كان يمضي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة معه وتلقاه عن جبريل ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح المحفوظ عن الله عز وجل وأنه هو الصراط المستقيم الذي دعانا الله إلى أتباعه في قوله

Page 8

تعالى إن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون وان أصحابه العاملين بما فيه هم المؤمنون حقا أهل الفرقة الناجية التي عناها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح فوجدتهم قد كذبوا على أخي موسى فافترقوا على إحدى وسبعين فرقة كلها هالكة ما خلا واحدة ناجية وهي التي ذكرها الله تعالى في كتابه فقال عز من قائل ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وبلوت النصارى فوجدتهم قد كذبوا على أخي عيسى فافترقوا على أثنين وسبعين فرقة كلها هالكة ما خلا واحدة ناجية وهي التي ذكرها الله في كتابه بقوله تعالى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة ما خلا واحدة ناجية وكلهم يدعى تلك الواحدة أو كما قال صلوات الله عليه قال.

Page 9

ولقد شهد بهذا الحق جميع الفلاسفة الفرنساويين الباحثين في الأديان الذين وقفوا بكياسة أبحاثهم وسلامة قياسهم على أن نقاوة الدين الإسلامي لا تنحصر إلا في مذهب إتباع إبن إباض ومن البديهي أن شهادة العدو هي أقوى الشهادات وأعدلها ولما جمعوا على صدق رجاله وشهدوا لهم بصحة الدعوى وغبطوهم عليها أخذت هيئة السلطة هذه الشهادة منهم مأخذ الثقة ولازمت تتابع تطبيقها على استقامة الرجال الإباضية في أقليم ميزاب بمراقبة تصرفاتهم في المعاملة المعاشية والمعادي فلم تجد لهم مثيلا من الرجال وإذ لم يصلها من قبلهم منازعات ولا ما يوجب مشغولية الحكومة بشيء من قبل أحوالهم الشئونية ولم تر منهم في سجونها أيثما ولا مجرما كما لم تعثر في سجلات المحاكم على اسم رجل من رجالهم تشمله قضية من القضايا المكدرة كأرباب السوابق تأمر الذي لم ينشأ إلا من إحارمهم التكاليف الشرعية ودأبهم على التحلي بكمالات الصدق والوفاء والأمانة والصفا والتناصر والتؤازر على البر والإحسان فإنها لم تنثن عن لحظهم بعين الرعاية والتجة وإعانتهم على الظهور في وسط الهيئات الأخرى من أهل مذاهب الفرق وقدس أقوالهم وأحكامهم فهي ترجع إليهم في مشاغل الدين عن باقي الفرق المنتشرة في أقليم الجزائر قال أما من رام استقصاء النسبة الإباضية بحذافرها فعليه برسالة الأستاذ المكرم الشيخ عبدالله بن يحيى الباروني مرجع الإباضية في جيل فصاقوا من أقليم طرابلس الغرب قال ومن تطلع إلى الوقوف على أبلغ مراتب الغيره والحرص على العمل بدقائق كتاب الله والتوقي من البدع والإحداث فليطالع خطاب عبدالله بن إباض إلى عبدالملك بن مروان المسطوره دررره وغرره في كتاب مراشد التقية للتقى الفهامة السيد قاسم بن سعيد الشماخي قال ومن أراد أن يشرح الصدر بالحنيفية السهلة السمحة التي بعث بها إلى أبو القاسم محمد بن عبدالله صلوات الله تعالى عليه وسلمت من عبث التأويل وخطأ التفسير والتعسف في التطبيق

Page 10

والقياس فعليه بتسريح الطرف في رياض أسفار هذا المذهب الإباضي الجليل في مستقر الشيخ الموقر بن يوسف الإباضي بوكالة الإباضية في القاهرة بطولون. هذه كلامه جزاه الله عن الإسلام وأهله خيرا وحفظه من كل بؤس وضير ومن يه الله فما له من مضل وقد كان هذا المذهب المبارك في الزمان الأول منتشرا في جميع الآفاق والنواحي وأكثر أهله بالبصرة ومكة وعمان والمغرب واليمن وخراسان وكان أهل حضرموت كلهم على رأي أهل عمان وكان بعض أهله في الموصل ومن علماء المذهب فيها أبوبكر يحيى بن زكريا الموصلي رحمة الله عليه وبعضهم في مصر ومن علماء المذهب فيها محمد بن عباد وقد أنتشر في المغرب انتشارا تاما حتى كانت الدولة زمن الأئمة الرستميين تحكم في مسيرة ثلاثة أشهر لا ترى فيها إلا زاهدا وعابدا وقائما بأمر الله وقد بلغ جيش الإمام أفلح إلى ثلاثمائة ألف وأهل الخليل منهم ثمانون ألفا أو خمسة وثمانون وأجتمع في زمان الإمام يوسف بن محمد بن أفلح مائة ألف فارس وأحد عشر ألف فارس وهؤلاء من طائفتين من طوائف المغرب فقط وهم نفوسة ومزاته وكثرت العلماء حتى أه قتل منهم في وقعة نانو أربعمائة عالم وفي وقعة أخرى ثمانين علما إلا واحدا ووقعة نانو كانت في سن مائتين وثمانين ومذهب الشافعي لم ينتشر الانتشار إلا بعد ذلك وكان أهل المغرب يحجون بالذراري والنساء حتى أنه ولد لهم في طريق الحج سنة واحدة ثلاث مائة مولود منهم عمروس بن فتح وكان عمروس هذا في زمن محمد بن محبوب وأما انتشاره في بعمان فأمر لا يخفى وسير الأئمة فيها مشهورة وأخبارهم معلومة وقد كانت من المسلمين بقية في منصورة من بلاد السند وكان للإمام راشد بن سعيد رحمه الله تعالى إليهم سيرة وأخبارهم شاهرة ومن علمائهم بمكة أبو الحر علي بن الحصين العنبري وأبو عبيده عبدالله بن القاسم في عدة مشايخ ومن أفضالهم بمكة الفضل بن جندب وأما البصرة فقد كانت لنا مدينة العلم حتى ضربوا لذلك مثلا

Page 11

فقالوا باض العلم بالمدينة وفرخ بالبصرة وطار إلى عمان ومن أئمة العلماء ومشاهيرهم أبو الشعثاء جابر بن زيد وهو أول من ألف في الإسلام في ما يظهر من الحال لأن تواريخ المؤلفة كلهم بعده وفي كشف الغمة أن ديوانه كان حمل خمسة أجمال وقد أحتوى عليه أمير بغداد فلم يخرج إلى أهله ومنعه علماء مذهبه من إخراجه حسدا لهذا والله أعلم بما كان عليه من الحال بعد ذلك وجابر هذا أخذ العلم عم سبعين بدريا وعن إبن عباس وعائشة أم المؤمنين قال لقيت سبعين بدريا فحويت ما بين أظهرهم حتى لقيت البحر فكدت أن أغرق يعنى إبن عباس وكان لأبن عباس فيه ثناء جميل وشهادة بالعلم الواسع ولولا الإطالة لذكرت بعض ذلك وقد أخذ عن جابر هذا ضمام بن السائب وأبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة وحيان الأعرج وأبو نوح صالح بن الدهان وقد تفجرت ينابيع العلم والحكمة من هؤلاء التلامذة وكان أوسعهم علما أبو عبيدة وضمام وقد انتشرت العلوم ومغاربها عن أبي عبيدة وعنه أخذ حملة العلم إلى عمان المغرب وخراسان وحضرموت ولولا إيثار الاختصار في هذه الرسالة لذكرت لك طرفا من أخبارهم الغراء ولمعة من سيرتهم الوهراء وتلامذة أبي عبيده لا يحصون عددا وأجلهم قدرا الربيع بن حبيب البصري وإليه انتهت رياسة العلم بعد أبي عبيده ثم إلى أبي أيوب وأيل بن أيوب الحضرمي ثم إلى محبوب بن الرحيل ثم انتقل العلم إلى عمان بواسطة حملته الأربعة منير بن النير وبشير بن المنذر وموسى بن أبي جابر ومحمد أبن المعلا وإلى خراسان بواسطة أبي يزيد الخوارزمي وهاشم بن عبدالله الخراساني ومن علماء خراسان نصر ابن سليمان ومحمود بن نصر وأبو منصور وأبو غانم بشر بن غانم وغيرهم وحمل العلم عن أبي عبيدة إلى المغرب أبو الخطاب المعافري وعبدالرحمن بن رستم وعاصم السدراتي وإسماعيل بن درار وغيرهم ثم كثرت علماء المذهب بالمغرب وعمان وحضرموت فلا يحصون عدد أراضي الله عنهم أجمعين وكان فيهم الأئمة الراشدون

Page 13

المرشدون البائعون أنفسهم في رضا ربهم الراغبون في الآخرة الهاربون عن الدنيا ومن أئمتهم بالعراق عبدالله بن وهب الراسبي أمام أهل النهروان ثم المرداس بن حدير الشهير بابي بلال رضي الله عنه وعنهم وكانت له سير وأخبار وكرمات تذهل العقول وكان من أئمتهم بحضرموت طالب الحق عبدالله بن يحيى وسليمان بن عبدالعزيز وحمد بن سليمان وكان من أئمتهم بالمغرب أبو الخطاب المعافري وأبو حاتم الأول وعبدالرحمن بن رستم وأبنه عبدالوهاب وأبنه ألح وأبنه محمد وابنه يوسف وهو حاتم الثاني ومن أئمتهم بعمان الجلندى بن مسعود والوارث بن كعب وغسان بن عبدالله وعبدالملك بن حميد والمهنا بن جيفر والصلت بن مالك والخليل بن شاذان وراشد بن سعيد وراشد بن الوليد وسعيد بن عبدالله وناصر بن مرشد وغيرهم منأئمة العدل لا يحتمل ذكرهم هذا الموضع لإيثار الاختصار وقد كانوا جميعا في أمثال أبي بكر وعمر عدلا وفضلا لولا سابقة الصحبة جزى الله الجميع عن الإسلام خير جزاء ولما أراد الله تعالى أن ينفذ أمره في من شاء من الناس بسابقة القضاء طوى هذا المذهب من كثير من البلاد بموت أهله وانقراض علمائه في تلك النواحي فطال على الجاهل الأمد من أضلهم عن الحق وأزلهم عن الصدق وقيض على كل ناحية شيطانا بل شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا فذهب هذا الدين من مكة والبصرة وخراسان واليمن وحضرموت وبقى في عمان والمغرب وزنجبار ومصر ثم انتقصت أطرافها أيضا فلم يبق إلا في النواحي اليسيرة فظهر بذلك صدق الحديث بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فالحمد لله على هذه الغربة والشكر له على هذه القلة فإن المؤمنين قليل في أول الزمان وآخره قال تعالى وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين وقال إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وقال قليل من عبادي الشكور وناهيك بأحوال الأنبياء مع قولهم فأنظر إلى حال نوح عليه السلام في قومه وقد

Page 14

أرسل إلى أهل الأرض كافة فقال تعالى وما آمن معه إلا قليل وإلى حال إبراهيم عليه السلام فإنه بعث وحيدا فريدا فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي والى حال لوط عليه السلام حين أرسل إلى القرى فإن الله تعالى يقول فيه وما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين والمراد به بيت لوط عليه السلام وإلى حال موسى عليه السلام فإنه خرج ببني إسرائيل وعند ذلك قال فرعون أن هؤلاء لشر ذمة قليلون وقد خاف في أول أمره من فرعون كما قال ففرت منكم لما خفتكم وكذلك أحوال غالب الأنبياء كزكريا ويحيى وغيرهما وأنظر إلى حال سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم وإلى سيرته من أول أمره إلى آخره وإلى عدد أصحابه والمشركون يومئذ لا يحصون عددا وإن ظهر الإسلام في حال ليكون حجة على الناس فإنه يختفي في أحوال كثيرة وأزمان طويلة وناهيك بأزمنة الفترة بين الأنبياء وأن الحق لم يظهر ظهورا تاما بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلا سنين يسيرة ثم تولى الأمر الظلمة من أهل الجور فتركوا الهدى وعملوا أبا الهوى والحق معروف والسيرة محفوظة الطريق بين الصراط مستقيم ولكن من يضلل الله فلا هادي له فلما تفرقت الآراء وتشعبت الأهواء وعطلت الأحكام وأتخذ كتاب الله دغلا ومال الله دولا وعباد الله خولا غضب المسلمون لدينهم وأظهروا الحق في أمكنتهم على حسب ما أشرت إلى ذكره في ما تقدم ولما انطمست أعلام المذهب من غالب البلاد كما أسلفنا ذكره اختفى على الأغبياء الجهلة ما نحن عليه من الحق الواضح و اشتغلوا بالسب والطعن ولا يضر المسلمين شيء من ذلك فقد قيل لنبيهم عليه الصلاة والسلام أنه ساحر ومجنون وقيل أنه كاهن وأنه شاعر فلم يضره ذلك بل زاده رفعة عند ربه صلوات الله وسلامه ولنا فيه أسوة حسنة.

Page 15

وقد بلغني أن بعض المخالفين يطعن في المذهب بقلة الكتب في زعمه وذلك لقلة إطلاعه وقصور باعه ولم يعلم الجاهل المغرور أن هذا المذهب كان إلى هذه الفضيلة وغيرها من الفضائل أسبق وأنه بكل خير أولى وأحق قدمت لك ذكر ديوان جابر بن زيد وأنه خمسة أحمال وأنه قد أدرك الصحابة وأخذ عنهم العلوم وقد مات في سنة ست وتسعين من الهجرة كما في كلام السيد مصطفى المتقدم أو في سنة مائة وثلاث سنين كما في مروج الذهب للمسعودي وأرسل الإمام عبدالوهاب رضي الله نعه ألف دينار إلى المشرق إلى إخوانه بالبصرة أن يشتروا له بها الكتب فلما وصلهم الألف اشتروا بها قرطاسا فنسخوا له فيه وقر أربعين جملا كتابا فلما بلغته تشمر وجد لقراءتها ليلا وبعض أوقات النهار وقيل كان يجرد ثيابه إلا السراويل فختمها فقال الحمد لله إذ وجدت جميع ما فيها محفوظا عندي ولم أستفد منها إلا مسألتين ولو سئلت عنهما لأجبت فيهما قياسا كما رسما في الكتب وقال الشيخ أحمد بن محمد بن بكر رضي الله عنهم كنت أقرأ على الشيخ سعدون فجازت مسألة الأقلف قال فيها قولان ولم ينسبها ودخلت إلى الديوان وكان بجبل نفوسه ديوان أشتمل على تأليف كثيرة فدرستها أربعة أشهر لا أنام إلا في ما بين أذان السحر إلى صلاة الفجر وتأملت ما فيها من تأليف المشارقة من أصحابنا فإذا هي نحو ثلاثمائة وثلاثين ألف جزء فتخيرت أكثرها فائدة فقرأته ولما وفد أبو غانم بشر بن غانم الخراساني على الإمام عبد الوهاب ومعه مونته المشهورة في الفقه التي رواها ومعه مدونته المشهورة في الفقه التي رواها عن تلامذة أبي عبيده وجاز على جبل نفوسة وأستودع عمروسا نسخة منها وأخذ في نسخها وأخته تملي عليه ويلازم الموضع حتى تدركه الشمس فينتقل حرصا في إحياء العلم فما رجع بشر إلا وقد استكمل نسخها وهو في اثني عشر جزءا ولما وقع ما وقع بتيهرت وأحرقت كتبها بقيت نسخة عمروس تنتفع بالإباضية في المغرب وذلك ببركة عمروس وحسن نيته

Page 17

فهذه المدونة أخذت عن تلامذة أبي عبيده وأبو عبيده كان قد توفي رحمة الله عليه في دولة بني جعفر المنصور فهذه نبذة من مجمل القول في بيان كتب المذهب وإما تفصيلها كتابا فذلك مما لا سبيل إليه لإستيلاء الزمان على غالبها وسأذكر لك بعضا مما يحضرني ذكره فمن ذلك كتاب الربيع بن حبيب المعروف بالمسند وهو عندنا أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى أن فيه سند الأحاديث عن أبي عبيده عن جابر بن زيد عن ابن عباس أو غيره من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعلا سندا من صحيح البخاري رتبه الشيخ أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم أبوابا وشرحه الشيخ أبو ستة شرحا شافيا كافيا ومنه أستمد الأصحاب قواعد الفقه وعليه بنوا غالب فروعهم وكتاب ضمام رفع فيه الأحاديث عن جابر أيضا وحفظه عن ضمام أبو صفرة عبدالملك بن صفرة وكاتب أبي سفيان محبوب بن الرحيل وكتاب محمد بن محبوب يذكرون أنه سبعون جزءا قال البرادي رأيت منه جزءا واحد وكتاب الخزانة تأليف بشير بن محمد بن محبوب سمعت شيخنا محمد بن مسعود يذكر أنه في سبعين سفرا وكتاب البستان في الأصول لبشير أيضا وكتاب الرضف في التوحيد وحدوث العالم وغير ذلك لبشير أيضا وكتاب المحاربة لبشري أيضا وتفسير القرآن للشيخ هو دين محكم الهواري في سفرين كبيرين والتفسير الكبير لأبي يعقوب يوس ف بن إبراهيم الوراجلاني قال أبو القاسم البرادي وهو كتاب عجيب رأيت منه في بلاد أريغ سفرا كبيرا لم ار ولا رأيت قط سفرا أضخم منه ولا أكبر منه وحزرت أنه يجاوز سبعمائة ورقة فيه تفسير الفاتحة والبقرة وآل عمران وحزرت أنه فسر القرآن في ثمانية أسفار مثله فلم أر ولا رأيت أبلغ منه ولا أشفى للصدور في لغة أو إعراب أو حكم مبين أو قراءة ظاهرة أو شاذة أو ناسخ أو منسوخ أو في جميع العلوم فإذا ذكر آية يقول قوله تعالى إلخ فأول ما يذكر إعراب الآية ويستقصيه ثم يقول اللغة فيستقصي جميع تصاريف الفعل من الكلمة ثم الصحيح

من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسوق الرواية من كتاب الربيع أبن حبيب المعروف بالمسند ثم يسرد فيه السند

Page 18

أبو عبيده عن جابر ويذكر الحديث ولقد استقصى الاختلاف الذي في الإمام في قوله أني جاعلك لناس إمام فذكر مقالة الرافضو والغالية وذكر مقالات النكار وغيرهم من جميع الفرق ولعمري أن فيه علوما جمه أ ه كلامه وكاتب العدل والإنصاف في أصول الفقه لأبي يعقوب الوارجلاني أيضا وهو ثلاثة أجزاء في مجلد ضخم أوسع فيه المجال وأشبع فيه المقال وكتاب الدليل والبرهان في أصول الدين لأبي يعقوب أيضا وهو ثلاثة أجزاء أيضا غير أنه يجعل في مجلد واحد وكتاب الإمام العادل سعيد بن عبدالله بن محمد ابن محبوب رضي الله عنهم أجمعين وكتاب الضياء لأبي إبراهيم سلمة بن مسلم الصحاري العوتبي في أربعة وعشرين مجلد أجمع فيه أصول الشرع وفروعه وكتاب الفاية تأليف محمد بن موسى الكندي في أحد وخمسين جلدا وكتاب جلاء البصاير في الزهد والمواعظ لمحمد بن موسى ايضا وكتاب بيان الشرع تأليف أبي عبدالله محمد أبن إبراهيم بن سليمان في أثنين وسبعين جلدا ويقال أنه في ثلاثة وسبعين جلدا وانه ذهب منه جلد في الزكاة فأبدله بعض العلماء من يعده وهو أيضا جامع لأصول الشرع وفروعه وأنه لكتاب ظاهر البركة عم نفعه الآفاق ومنه جلد في الزكاة فأبدله بعض العلماء من بعده وهو أيضا جامع لأصول الشرع وفروعه وأنه لكتاب ظاهر البركة عم نفعه الآفاق ومنه أستمد أهل الوفاق ولمؤلفة أيضا القصيدة المعروفة بالنعمة وهي رجز في أصول الشرع وفروعه وهي طويلة جدا وله أيضا رسائل آخر وله القصيدة المعروفة بالعبيرية في وصف الجنة أعتنى بشرحها جماعة آخرهم أمامنا القطب متعنا الله بحياته وشرحه أبسط وأكثرها تحقيقا وكتاب المصتف تأليف أحمد بن عبدالله بن موسى الكندي في أحد وأربعين جلدا ويقال أن صاحب الكفاية وصاحب بيان الشرع وصاحب المصنف كانوا بني عم قال بعض من جاء من بعدهم ووجدت أن مؤلف بيان الشرع قبل صاحب الكفاية وصاحب المصنف كانوا بني عم قال بعض من جاء من بعدهم ووجدت أن مؤلف بيان الشرع قبل صاحب الكفاية وصاحب الكفاية قبل صاحب المصنف ومؤلف بيان الشرع محمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن عبدالله ابن المقداد الكندي السمدي ومؤلف الكفاية محمد بن موسى ابن سليمان بن محمد بن عبدالله بن المقداد الكندي ومؤلف المصنف أحمد بن عبدالله بن موسى بن سليمان ابن محمد بن عبدالله بن المقداد الكندي السمدي النزوي وكتاب التخصيص في الولاية والبراءة وتخصيص الآيات الواردة في ذلك وهو لأبي بكر أحمد بن عبدالله صاحب المصنف وكتاب الجوهري المقتصر لصاحب المصنف أيضا ألفه في أصول الكلام سماه بذلك لأن السبب في تأليفه الكلام في قسمة الجوهر الفرد وكتاب الاهتداء له أيضا صنفه في افتراق أهل عمان إلى نزوانية ورستاقية وأطال فيه الإحتجاج بين الفريقين وركبه على قواعد مبتكرة وفروع معتبرة وأوسع فيه المجال وأطال فيه الجدال وكتاب التسهيل في الفرائض له أيضا وهو في حجم صغير وكتاب سيرة البررة له أيضا ألفه في النحو ويذكر في بعض مؤلفاته أن له كتاب الذخيرة ولم نقف عليه ولا ندري في ذا ألفه غير أنه يحيل إليه معاني غريبة ويذكر أنه الفه لصحابنا من أهل حضرموت وكتاب التاج لعثمان ابي عبدالله الأصم العقري النزوي في أحد وخمسين جلدا وله أيضا كتاب النور في علم الكلام وكتاب البصيرة في الأديان له أيضا ووجدت أن له كتابا في الأحكام وأن له كتاب الأنوار في الأصول وكتاب الاستقامة لمفتى الأمة ومنفذها من الظلمة أبي سعيد محمد بن سعيد الكدمي رضي الله عنه ألفه في الرد على من خالف سيرة السلف في الحكم على بعض الخارجين في زمان الإمام الصلت بن مالك وأوسع فيه القول حتى خرج عن المقصود وصار كتابا مستقلا في أصول الدين تحتار فيه الأفكار وتقتصر عن درك كنه الأنظار فصار بركة عامة ونعمة خاصة بأهل الاستقامة وقد أطبق

Page 21

المشايخ قديما وحديثا على الثناء عليه مع ما فيه من طول غير أنه تحت ذلك الطول فوائد وتحت كل حرف فرائد فأبقوه على حاله كلما تحرك متحرك للاختصار قعدت به همته بعد النظر فهو كرامة لمؤلفه ونعمة على إتباعه وكتاب المعتبر لأبي سعيد أيضا أعتبر فيه الآثار وتعقب به جامع بن جعفر ففصل المجملات وأوضح المشكلات والموجود منه اليوم جلدان أحدهما في الأصول والآخر في الطهارات ومنهم من يجعله جلدا واحد ضخما ويقال أنه في تسعة أجزاء والله أعلم بصحة ذلك وكتاب الجامع المفيد من جوابات أبي سعيد ايضا وهو في جلدين كبارا وكاتب زيادات الإشراف لأبي سعيد أيضا وذلك أنه تعقب كتاب الإشراف لأبي بكر محمد بن إبراهيم المشهور بأبن المنذر النيسابوري المتوفي في سنة ثلاثمائة وسبعة عشر سن جمع فيه مذاهب الأمة وتعقبه أبو سعيد في كل مسألة ذكرها فصحح وضعف وقرب وبعد وكتاب الجامع المشهور بجامع ابن جعفر لأبي جابر محمد بن جعفر الأزكوي في ثلاث مجلدات وفيه زيادات أبي الحواري وغيره من العلماء كأبن المسبح جلعوا زياداتهم في حكم الحواشي وهو كتاب مبارك نافع الخاصة والعامة وكتاب الجامع المعروف بجامع أبي محمد عبدالله بن محمد بن بركة البهلوي السليمي وضع فيه المسائل بأدلتها وصدر بأبواب في أصول الفقه ثم ذكرها بعد ذلك أبواب الفروع وكتاب الشرح لجامع بن جعفر لأبي محمد أيضا وكتاب التقييد لأبي محمد وكتاب الموازنة له أيضا ألفه في أقوال من خالفه بأقوال من ضل من الأمم وله ايضا كتاب المبتدأ وكتاب التعارف وكتاب الأقليد وله أيضا رسائل كتاب جامع أبي صفرة من الكتب القديمة جدا لم نظفر بنسخة منه وكتاب الأصغر كذلك لم نجده أيضا وكتاب الأكلة وحقائق الأدلة لنجاد بن موسى المنجي وجدت أنه في خمسة أجزاء ولم أجد منه إلا جزءا واحد جمع فيه بين أصول الفقه وأصول الدين وحقق فيه مباحث علم الكلام وله أيضا الإرشاد في الأصول وله أيضا كتاب الحوالة وله السيرة

Page 22

المعروفة بسيرة نجاد في الرد على المخالفين وجامع أبي علي موسى بن علي قاضي المصر وقدوة المسلمين في دينهم وكتاب الإيضاح للقاضي سعيد ابن قريش وهو ثلاث مجلدات وكتاب الإيضاح أيضا لأبي زكريا يحيى بن سعيد الهجاري في أحكام القضاء وما يحتاج إليها أظنه في جلدين وقفت على مجلد منه وكتاب الإيضاح أيضا لأبي ساكن عامر بن علي الشماخي المغربي في أربع مجلدات وهو كتاب في غاية الحسن رد فيه الفروع إلى الأصول وعليه حواشي عن أبي سته وغيره من المتأخرين وله أيضا العقيدة المعروفة بالديانات وأختصره الشيخ عبدالعزيز بن إبراهيم وزاد عليه كتبا وسمى الجميع كتاب النيل وكتاب قواعد الإسلام للشيخ إسماعيل بن موسى الجيطالي وهو في غاية الحسن أيضا وللمتأخرين عليه حواشي وإختصار وله أيضا كتاب القناطرة في وصف طريق الآخرة في ثلاث مجلدات وله أيضا شرح نونية أبي نصر فتح بن نوح في أصول الدين في ثلاث مجلدات وله أيضا كتاب الفرائض المشهور وعليه حاشية لبعض المحققين وله أيضا مناسك الحج وكتاب أبي مسألة لأحمد بن محمد بن بكر المغربي في الديان والأحكام مختصرا أسماه بذلك لأن أبا عبدالله محمد بن سليمان النفوسي كتب إليه أبديلان أن يضع تأليفا مختصرا في الفروع فرأى في منامه أن قائلا قال له أذكر أبا مسألة فسموه أبا مسألة وأبو محمد يسميه الجامع وهو في جزئين وله أيضا أصول الأرضين في ستة أجزاء وله أيضا كتاب القسمة وتبيين أفعال العباد ثلاثة أجزاء وله أيضا كتاب الألواح مات عنه وتركه في الواحة في بلد يسمى جلو وله أيضا سيرة الدماء قال أبو القاسم عبدالرحمن صنف في آخر عمره تصنيفا في خمسة وعشرين جزءا ولبعض المتأخيرن على أبي مسئلة حواشي وكتاب دعائم الإسلام لأبي بكر أحمد بن سليمان بن عبدالله بن أحمد بن الخضر بن سليمان الشهير بإبن النظر نسب إلى قبيلته بني النظر وهو من أهل سمائل والدعائم قصائد طوال في أصول الدين والفقه في كل باب منه

Page 24

قصيدة طويلة على قوافي متنوعة وأبحر متعددة ويوجد أنه ذهب منه أربع قصائد في الأحكام وقصيدة في الصلاة وقصيدة في الولاية والبراءة وقد شرحه رجال منهم محمد بن وصاف النزوي في جلدين كبيرين سماه الحل والإصابة وأحمد بن عبدالله الرقيشي الأزكوي في جلدين أيضا سماه مصباح الظلام على دعائم الإسلام وأبو القاسم إبراهيم البرادي ولم يتمه سماه شفاه الحائم على بعض الدعائم ثم تناوله البحر الزاخر والبدر الباهر الذي يقال في حقه كم ترك الأول للآخر قطب الأئمة وعالم الأمة محمد بن يوسف أطفيش المغربي فشرحه شرحا كافيا شافيا ولأبن النظر أيضا اللامية المشهورة من بحر الرجز وقد شرحها الكتاب إلا البرادي وأفردوها في جلد وجعلها القطب المغربي في أربع مجلدات استقصى فيها بحوث الأدب والمعاني والمنطق والسير وأتى بما لم يأت به غيره ولبن النظر أيضا مؤلفات مذكورة في ترجمته لم يوجد منها شيء في زماننا لأن الجبار خردلة بن سماعة لما قتله أحرق خزانة كتبه ومما ذكروا عنه من الكتب كتاب قرى البصر في مجمع المختلف من الأثر في أربع مجلدات لم يوجد بعد الحرق إلا جلد واحد منه وهو ضخم وهو كتاب سلك الجمان في سير أهل عمان في جلدين لم يوجد منه بعد الحرق إلا تسعة كراريس وكتاب التصميد في التقليد في جلدين أيضا والله المستعان وكتاب البصيرة لصالح بن الوضاح في جلدين وجامع ابي الحواري في الأديان والأحكام جلد كبير وله أيضا سيرة طويلة إلى أهل حضرموت تتضمن جوابات لما سألوه عنه من أحداث عمان وغيرها وكتاب المنهج لخميس بن سعيد بن علي الرستاقي في إحدى وعشرين جلدا وكتاب مراهم القلوب في مناجاة المحبوب تأليف محمد بن أحمد بن إبراهيم في الزهد والمواعظ وكتاب الإيجار تألف أحمد بن خليل السيجاني وجامع أبي قحطان خالد بن قحطان في جلدين وكتاب الأشياخ جمع ما عن الأشياء في المعسكر في رباط العدو وقفت منه على جلد الأحكام وكتاب الرهاين تأليف في رهاين الإمام

Page 25

وأحكامها وكتاب الرقاع في أحكام الرضاع في جلدين يذكر في ترجمة أبن النظر أنه لجده قاضي القضاة عبدالله بن أحمد وكتاب الأحداث والصفات تأليف أبي المؤثر الصلت بن خميس الخروصي ذكر الأحداث الواقعة في أيام الصلت بن مالك وله أيضا كتاب البيان والبرهان وكتاب الإمامة تأليف أبي المنذر سلمة بن مسلم أبن إبراهيم صاحب الضياء وله أيضا كتاب الأنساب وكتاب مفتاح الشريعة تأليف محمد بن أحمد بن إبراهيم أبن احمد الشجبي وكتاب الكشف والبيان تأليف محمد بن سعيد القلهاتي العماني الأزدي في جلدين ومنهم من يجعله في جلد ضخم ألف الجلد الأول منه في التوحيد والسير والثاني في فرق الأمة وجامع أبي الحسن علي بن محمد البسياني في جلد ضخم ومنهم من يجعله في جلدين سلك فيه مسلك أبي محمد في قرن المسألة بدليلها من الكتاب والسنة وهو في الأديان والأحكام وله أيضا المختصر المشهور بمختصر البسياني وله أيضا السيرة الكبيرة المشهورة بسيرة البسياني ذكر فيها بعض الفرق وأحكام المختلفين وحكم الإمامة وله غيرها سير عديدة وكتاب مختصر الخصال للإمام الزاهد المجاهد الشري أبي إسحاق إبراهيم بن قيس بن سليمان الحضرمي الهمداني وضعه على وضع غريب لم يسبق على مثاله حصر الشريعة في وضع غريب لم يسبق على مثاله حصر الشريعة في أبواب والأبواب في خصال وقعد القواعد وضبط الضوابط وهو مشهور منتشر يشهد حاله على وضعه وكتاب الصلاة والصلة لعمر بن علي المعقدي الوبلي الرستاقي وله أيضا زهرة الأدب وكتاب مختصر العدل في أصول الفقه لأحمد أبن سعيد الشماخي المغربي أختصر فيه العدل والإنصاف وشرحه شرحا مختصرا أيضا وشرح القطب الشرح فأطال وهو في مجلدات وله أيضا كتاب السير المغربية ألفه علماء المذهب من أهل العراق والمغرب وذكر فيه بعض أخبارهم وكراماتهم وله أيضا شرح مرج البحرين في المنطق والهندسة والحساب والمتن لأبي يعقوب وكتاب الموجز لأبي عمار عبدالكافي في أصول الدين

Page 26

والرد على المخالفين وله أيضا شرح الجهالات سفر وله أيضا كتاب الفرائض وكتاب إختلاف الفتيا من تأليف أصحابنا أهل جبل نفوسه كتاب عمروس بن فتح وفي السير المغربية أن عمروسا بعث إليه بعض الأشياخ المتكلمين من أهل فزان أن يؤلف له كتابا في الأصول فكتب إليه الكتاب المعروف بالعمروسي وكتب إليه رسالة فلما رآه الفزاني وهو الذي وضع الكتابين المعروفين بأصول الكلام قال النفوسي أقوى مني وكتاب اللقط قال البرادي وقفت على أربعة في أربعة أسفار كلها لأهل الجبل وكتاب الجناوي في سفرين ذكره البرادي أيضا وكتاب الوضع يقال أن مؤلفه يحيى الجناوني وقيل لا يدري مؤلفه لأنه أخفى أسمه ليعظم أجره ليعظم أجره وخشى عليه أبو سنته وأختصره مع حاشية القطب وزاد عليها وجوابات الأئمة عبد الوهاب وأبنه أفلح وأبنه محمد بن أفلح بن عبد الوهاب سفر تام وكتاب الشيخ أبي سليمان داود بن يوسف سفر وكتاب الشيخ أبي الربيع سليمان بن يخلف في الكلام مجلدان وكتاب الشيخ أبي خزر في الكلام وكتاب الشيخ أبي زكريا يحيى بن أبي بكر في السير وهو المعروف بكتاب المشايخ في ستة أسفار صغار أو ثلاثة كبارا وكتاب السؤالات لأبي عثمان وعليه لبعض المتأخرين حواش وكتاب الشيخ تبغورين بن عيسى في الكلام وله أيضا كتاب الجهالات في الكلام وله أيضا كتاب الأدلة والنبيان في أصول الفقه والكتاب المعروف بالمعلقات في أخبار أهل الدعوة قال البرادي لم أعلم مؤلفه وجوابات الشيخ أبي يعقوب يوسف بن خلفون ورسالته إلى أهل جبل نفوسه وكتاب الطبقات لأحمد بن سعيد الدرجيني وكتاب المناسك لأبي زكريا يحيى الأبدلاني فهذا أكثر ما حضرني ذكره من أسماء الكتب وقد تركت بعض ما حضرني ذكره من أسماء الكتب وقد تركت بعض ما حضر لخوف السآمة والملل ولم أذكر شيئا من تأليف المتأخرين كأبي نبهان ومن قبله من علماء دولة اليعاربة إلا المنهج فإن صاحبه قبل الدولة المذكورة وإنما كان أولها في زمانه وهو

Page 28

القاضي الأكبر ناصر وكذلك لم أذكر العلماء الذين بعد هذه الدولة لا من أهل المشرق ولا من أهل المغرب إلا ما أشرت إليه من بعض الشروح لبعض الكتب القديمة أو نحو ذلك كاختصار الإيضاح وإن في ما تركت من الكتب المتأخرة لشيئا يذهل العقول ويحير الأفكار من كتب التفسير والحديث والأصول والكلام والفقه والأدب وغير ذلك من الفنون الكثيرة وإنما لم أذكر شيئا من ذلك لأن الطاعن قد طعن علينا في زعمه بكثرة التأليف عند المتأخرين منا دون المتقدمين حتى عد ذلك من أشراط الساعة حيث أطلع على ما لم يطلع عليه من قبل فلذا ذكرت له ما أمكن ذكره من الكتب القديمة دون غيرها وأكثر ما ذكرنا سابق عن تأليف كتب مذهبه التي يفتخر بها ثم إنا نقول له أن كان كثرة التأليف من أشراط الساعة كما زعمت فإنكم شاركتمونا في ذلك أيضا وإن كان إفتخارك بكثرة الكتب التي نشرها المطابع فليست كلها لأهل مذهبك وإنما لهم البعض منها ثم أن منها ما تمجه الإسماع وتنفر عنه الطباع ويتحاشى عن النظر فيه أهل المروءات كرجوع الشيخ إلى صباه والإيضاح في النكاح للسيوطي وما كان في مثل هذا المعنى وهي كثيرة لا تحصى عددا فإن كان الافتخار بهذا ونحوه فمذهبنا بحمد الله خال منه ونحن نسقط عدالة القارئ فيه فكيف بالمؤلف فبئس الفخر وإما للكتب الجليلة القدر فإنها قليلة عندهم وإن كثرت فإنما هي كثرة أهل المذاهب إذ ليست لأهل مذهب واحد ولو لم يكن لنا المؤلفات شيء لكان جوابنا له أن نقول ليش العلم في الدفاتر وإنما العلم في الصدور قال الله تعالى بل آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ولم يقل في دفاترهم.

ولله در القائل:-

إذا لم تكن حافظا واعيا * فجمعك للكتب لا ينفع

أتنطق بالجهل في مجلس * وعلمك في البيت مستودع

* وقال آخر *

علمي معي حيث ما يممت يتبعني * بطني وعاء له لا بطن صندوق

إن كنت في البيت كان العلم فيه معي * أو كنت في السوق كان العلم في السوق

Page 29

ولم يكن في صدر الإسلام من الصحابة تأليف بل كانت الرجال تنقل أحكام الشريعة في صدورهم وقد عرفوا مأخذها من الكتب والسنة بما تلقوه من صاحب الشرع وأصحابه وكانوا يسمون المختصين بحمل ذلك ونقله القراء وأصحابه وكانوا يسمون المختصين بحمل ذلك ونقله القراء فهم قراء كتاب الله سبحانه وتعالى والسنة المأثورة التي هي في غالب موارده تفسير له وشرح وقد كره بعضهم كتابه العلم وأستدل بما روى عن ابي سعيد الخدري أنه أستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه العلم فلم يأذن له وروى عن ابن عباس أنه نهى عن الكتابة وقال إنما ضل من كان قبلكم بالكتابة وجاء رجل إلى عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال إني كتبت كتابا أريد أن أعرض عليك فلما عرض عليه أخذه منه ومحاه بالماء وقيل له لماذا فعلت لأنهم إذا كتبوا اعتمدوا على الكتابة وتركوا الحفظ فيعرض للكتاب عارض فيفوت علمهم قالوا والكتاب مما يزاد وينقص ويغير والذي حفظ لا تغييره لأن الحافظ يتكلم بالعلم ولو لم يكن لنا شيء من التأليف أصلا لكان لنا حجة بهذا السلف الصالح ولو كان لنا من الكتب شيء يسير فقط لأحججنا عليهم بقول إبن خلدون في مقدمة تاريخه حيث قال " أعلم أنه مما أضر بالناس في تحصيل العل والوقوف على غاياته كثرة التآليف واختلاف الاصطلاحات في التعليم وتعدد طرقها ثم مطالبة المعلم والتلميذ باستحضار ذلك وحينئذ يسلم له منصب التحصيل فيحتاج إلى المتعلم إلى حفظها كلها أو أكثرها ومراعاة طرقها ولا يفي عمره بما كتب في صناعة واحدة إذا تجرد لها فيقع القصور ولا بد دون رتبة التحصيل هذا كلامة مع أنا نعترف بأن ضبط العلوم قد كان بعد زمان الصحابة في الكتابة لقوله صلى الله عليه وسلم العلم صيد والكتابة قيد قيد

Page 30

وأرحمكم الله تعالى علومكم بالكتابة الحديث ولأن الصحابة قد تفرقوا بعد انتشار الإسلام في غالب البلدان وصعب النقل عن كثير منهم وحدثت الفتن واختلاف الآراء وكثرت الفتاوى والرجوع إلى الكبراء وكان ذلك مانعا لكثير من الناس من تحصيل العلوم ومن هاهنا احتيج إلى التدوين وتقييد العلم بالكتابة فكان ذلك مصلحة عظيمة وكان لنا منه الحظ الأوفر والنصيب الأكبر وإن خفي ذلك على المخالف وما أحسن قول القائل:-

وإذا خفيت على الغبى فعاذر * أن لا تراني مقلة عمياء

ولولا خوف الإطالة لذكرت لك من براهين المذهب وكراماته ما يدهش العقول ولئن يسر الله تعالى بمنه وأطال في العمر بفضله لأوضعن سيرة تشمل على منشأ هذا المذهب من أصله وتكشف عن فرعه وفصله وتنبئ عن استقامته وعجله من أول الزمان إلى آخره حتى يرى الغر الجهول أن مذهبنا على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ما شاء الله لا قوة إلا بالله لا ملجأ من الله إلا إليه ربنا أغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.

Page 31