149

Jadid Fi Hikma

الجديد في الحكمة

Investigator

حميد مرعيد الكبيسي

Publisher

مطبعة جامعة بغداد

Publication Year

1403م-1982م

Publisher Location

بغداد

وأما التعقل ، فهو أخذ الصور مبرأة عن المادة ، وعن جميع علائقها | تبرئة من كل وجه . فإن كان المدرك متجردا بذاته عن المادة ، أخذته . | كما هو عليه في نفسه .

وإن كان موجودا للمادة ، لكون وجوده ماديا ، أو لأنه عرض له ذلك ، | انتزعته عن المادة وعن لواحقها ، نزعا بالكلية ، كافرازها للصورة | الانسانية ، مثلا عن كل كم وكيف وأين ووضع مادي ، بحيث تصير صالحا | لأن يقال على جميع ماله شيء من ذلك .

وإذا تعقلنا صورة وأوجدناها في الخارج ، فهو التعقل الفعلي . وإذا | أخذنا الصورة من الموجودات الخارجية ، فهو التعقل الانفعالي . والعلم | منه تفصيلي ومنه إجمالي :

أما التفصيلي : فهو أن يعلم ( أن ) الأشياء متمايزة في العقل مفصلة | بعضها عن البعض . وأما الاجمالي : فهو كمن علم مسألة ، ثم غفل عنها ، | ثم سئل عنها ، فإنه يحضر الجواب عنها في ذهنه . وليس ذلك بالقوة | المحضة ، فإنه قد حصل عنده حالة بسيطة ، هي مبدأ تفاصيل تلك | المعلومات . فلم تكن علما بالقوة من كل وجه ، بل هي بالفعل من وجه ، | وبالقوة من آخر ، وكأنها قوة ، هي أقرب إلى الفعل من القوة ، التي لا | تكون معها تلك الحالة . ومن ينكر حقيقة قول ما ، أو عقد ما ، فسبيل | مفاتحته أن يقال له :

هل تعلم أن إنكارك حق أو باطل ، أو أنت شاك في ذلك ؟ فإن حكم | بأنه يعلم أن إنكاره حق ، فقد اعترف بحقية علم ما ، وكذا أن اعترف | بأن إنكاره باطل . وإن قال : أنا شاك ، فيقال له : هل تعلم أنك شاك | وتنكر وتفهم من الأقاويل شيئا معينا ، أو لا تعلم ذلك ؟ |

Page 303