Jadid Fi Hikma
الجديد في الحكمة
Investigator
حميد مرعيد الكبيسي
Publisher
مطبعة جامعة بغداد
Publication Year
1403م-1982م
Publisher Location
بغداد
Genres
Creeds and Sects
Your recent searches will show up here
Jadid Fi Hikma
Ibn Mansur Ibn Kammuna d. 683 AHالجديد في الحكمة
Investigator
حميد مرعيد الكبيسي
Publisher
مطبعة جامعة بغداد
Publication Year
1403م-1982م
Publisher Location
بغداد
Genres
وتنقسم الادراكات ، بحسب مراتبها ، في التجريد عن المادة ، إلى | أربعة أقسام : إحساس وتخيل وتوهم وتعقل : فالاحساس : هو أخذ | الصورة عن المادة ، ولكن مع اللواحق المادية ، ومع وقوع نسبة بينها وبين | المادة ، إذا زالت تلك ( لوحة 288 ) النسبة بطل الأخذ ، كابصارك | | زيدا ، فإن الحس لا يناله إلا مغمورا بغواش غريبة ، عن ماهيته ، لو | تعينه ، لو توهم بدله بغيره ، لكان ذلك الانسان .
ولا يناله إلا بعلاقة وضعية بين حسه ومادته ، وكذلك لو زال لم يدركه ، | فهو مشروط بحضور المادة ، واكتناف الهيئات ، وكون المدرك جزئيا .
وأما التخيل فهو تبرئة الصورة المنتزعة عن المادة تبرئة أشد ، فإن | الخيال يأخذها عن المادة ، بحيث لا تحتاج إلى وجود المادة . بل إذا بطلت | المادة ، أو غابت ، فإن الصورة تكون ثابتة فيه .
ولكن غير مجردة عن اللواحق المادية ، ولهذا كانت الصورة في الخيال | على حسب الصور المحسوسة ، من تقدير ما ، وتكييف ما ، ووضع ما ، | ولا فرق بينهما إلا عدم الاحتياج إلى حضور المادة لا غير ، ( وهذا ) | كتمثلك صورة زيد الذي كنت أبصرته مثلا ، إذا غاب عنك .
وأما التوهم ، فهو نيل المعاني ، التي ليست هي في ذواتها بمادية ، | وإن عرض لها أن تكون في مادة ، كالخير والشر ، والموافق والمخالف ، وما | أشبه ذلك .
ولو كانت هذه في ذواتها مادية لما عرضت إلا لجسم . والوهم وإن أدرك | هذه ، إلا أنه لا يدركها ، إلا مخصوصة بالشيء الجزئي الموجود في المادة ، | وبالقياس إليها ، وبمشاركة الخيال فيها ، وهو كادراك الشاة عداوة | الذئب ، وصداقة الولد . |
Page 302
Enter a page number between 1 - 433