113

Ihkam Naza

إحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر

Investigator

إدريس الصمدي

Publisher

دار القلم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Publisher Location

دمشق - سوريا

Genres

٣٤ - حديث أبي سعيد: "لا ينطر الرجل إلى عورة الرجل" (١)؛ فليس هو من هذا الباب، إنما هو من باب تحريم النظر إلى العورة، اللهمَّ إلا أن يثبت أن كلَّ ما يحرم النظر إليه من الناظر، يحرم إبداؤه على المنظور إليه، فحينئذ كان يصلح الإستدلال به هاهنا.
ونحن بالإِجماع المنعقد على تحريم إبداء العورة التي هي السوءتان مستغنون عن هذه التعلقات، وإنما نذكر (لُبَابَه) (*) لطالب يطلب الاجتماع مستندًا متعينًا، ومستغنون عما في الباب من ضعيف الحديث، كحديث:
٣٥ - عبد الله بن الحارث (٢) بن جزء الزبيدي: أنه مرَّ وصاحبٌ له بناس وفتية من قريش (قد حلوا) (٣) أزرهم، وهم عراة يتجالدون بها، قال: فلمَّا مررنا بهم، قالوا: إن هؤلاء هكذا؟ (فدعوهم) (٤) .. ثم إنَّ رسول الله ﷺ خرج عليهم، فلما أبصروه تبادروا (٥)، فرجع رسول الله ﷺ مغضبًا، وكنت وراء الحجرة أسمعه يقول: "سبحان الله! لا من الله استَحْيَوا، ولا من رسوله استتروا".

(١) رواه مسلم في الحيض، باب تحريم النظر إلى العورات: ٤/ ٣٠، وأبو داود في الحمام، باب ما جاء في التعري، ولفظه عنده: "لا ينظر الرجل إلى عِرْية الرجل، ولا المرأة إلى عِرْية المرأة .. ": ٦٠/ ٢٠. ومعنى "عرية": بكسر العين وسكون الراء المهملتين: ما يعرى منهما وينكشف.
ورواه الترمذي أيضًا في الأدب، باب ما جاء في كراهية مباشرة الرجل الرجل والمرأة المرأة، وقال: حديث حسن غريب صحيح: ٥/ ١٠٩.
(*) في الأصل: "بباب"، والظاهر ما أثبته.
(٢) عبد الله بن الحارث بن جزء: الزبيدي، صحابي، شهد فتح مصر، وكان آخر من تبقى بها من الصحابة، عنه يزيد بن أبي حبيب، وعبيد الله بن المغيرة، مات سنة (٨٦ هـ). الكاشف: ٢/ ٧٠.
(٣) في الأصل: "فدخلوا"، والتصويب من "كشف الأستار".
(٤) في الأصل: "قد عرفهم"، والتصويب من "كشف الأستار".
(٥) تسابقوا في الهروب منه، وفي "الزوائد": "تبددوا".

1 / 124