392

Al-Iʿtiqād al-khāliṣ min al-shakk waʾl-intiqād

الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد

Editor

الدكتور سعد بن هليل الزويهري

Publisher

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

قطر

Genres

فصل (٥١)
ويجبُ اعتقادُ أنَّ أهلَ الجنة يدخلونها مخلدين فيها منعمين لا يخرجون منها أبدًا، وأن أهل النار الكفار وأهل الكبائر، فأما الكفار فإنه محتمٌ دخولهم والخلود فيها مؤبدًا، لا يخرجون منها، ولا يموتون فيها، ولا يخفف عنهم من عذابها، وأنه عذابٌ أليمٌ، مقيمٌ، عظيم، شديد، كبير، وأن من (١) قال: إنهم ينعمون فيها بالعذاب فهو كافر (٢)؛ لأنه كذّب الله تعالى فيما أخبر به عنهم، وما يحصل لهم (٣) من الألم، وهذه مقالة الكفار؛ حيث إنهم جعلوا الأشياء المخبر بها عن الله تعالى وعن رسوله ﷺ مجازيةً وأسماءً لا حقيقة لها، وجعلوا الأسماء التي اقترحوها، والمسمّيات التي اقتحموها حقًا وصدقًا، فكذبهم الله تعالى في ذلك، وقال: ﴿إِنْ هِيَ إلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى﴾ [النجم: ٢٣].
لما عكسوا باطلهم، وجعلوه حقًا والحق باطلًا؛ عكس عليهم الأمر فجعلوا من أهل النار.

(١) في (ظ): (ومن قال) بدون (أن).
(٢) القائلون بأن أهل النار ينعمون فيها هم الاتحادية كابن عربي الطائي ونحوه، حيث قالوا: إن أهلها يعذبون فيها، ثم تنقلب طبيعتهم، وتبقى طبيعة النارية يتلذذون بها لموافقتها لطبعهم.
انظر: شرح العقيدة الطحاوية بتخريج الألباني (ص ٤٢٧).
(٣) (من) ليست في (ظ) و(ن).

1 / 398