209

============================================================

وقال قيس بن عاصم : من خاف إساءتك اعتقد مساءتلك؛ ومن خاف صولتك ناصب (1) دولتك وقال آخر : من خلا بالعام لم توحشه خلوة ، ومن أنس بالكتب لم تفته وقالوا : من فعل ما شاء لتى ما شاء .

سلوة وقيل : من أمرت حياته حلت وفاته : وقال: ليس من شريطة العقل (2) أن يتعجل الانسان غم مالم يصبة فيجعل ساعة السرورغما ، وساعة الراحة تعبا(3)، فيضاعف بذلك (ما على نفسه الغموم، أعنى أنه يتعجل ما لم يقع ولعله ألا يقع ، فان وقع [160/ اتصل عمر (6) التوقع فصار زمان العمر(6) والغم بذلك متصلا . فان (7) لم يقع أفسد على نفسه حال السرور من غير تحصيل درهك فيما اجتلبه (4) إلى نفسه . وإنما فضيلة الرأى فى تقصير مدة الغم لا فى تطويلها ، والذى يشغل تفسه بغم المتوقع هذه حاله، لأنه يطوعل مدة الغم من غير أن تلزمه حاجة إلى ذلك أو يوجد له طائل أو جدوى.

وسئل بعضهم : من الحكيم ؟ - فقال : من عرف معايب الدنيا . وذلك أن من عرف معايبها لم يغتر بها ولم يركن إليها ، لأن مثله فى رغبته عنها مثل من تعرض عليه سلعة مغشوشة ، فانه إذا عرفها بعيوبها منعه ذلك من الرغية فيها، وانما تروج السلعة المغشوشة على من تخفى عليه عيوبها المطوية المستورة عنه .

وكان الأحنف (9) يقول : أنا للعاقل المدير أرجئ منى للأحمق المقيل .

وقال : لك من دنياك ما أنفقته على أخراك : (1) ناصيه الشر والحرب والعداوة ، مناصبة : اظهر له ؛ ويقال : نصب فلان لغلان نصبا اذا قصد له وعاداه وتجرد له (4)ف: نصباء (2)ف : آن لا 4) ف : فيضاعف على نقسه بذلك الغوم (1) العر : ناقصة فى ط وف (5)ف: غم (2) ط: وان، وكداف (4) ف : على (9) ف : الأحنف بن قيس، 141

Page 209