Ḥāshiyat al-Tartīb li-Abī Sitta
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: (لو يعلم الناس ما في الصف الأول) لفظ الحديث في الإيضاح والبخاري (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول) كما هو مشهور، قال ابن حجر: قوله: (لو يعلم الناس) قال الطيبي: وضع المضارع موضع الماضي ليفيد استمرار العلم.
قوله: (الصف الأول) قال ابن حجر: زاد أبو الشيخ في رواية له من طريق الأعوج عن أبي هريرة (من الخير والبركة)، وقال الطيبي: أطلق مفعول يعلم وهو (ما) ولم يبين الفضيلة ما هي ليفيد ضربا من المبالغة، وأنه مما لا يدخل تحت الوصف والإطلاق إنما هو في قدر الفضيلة، وإلا فقد ميزت في الرواية الأخرى بالخير والبركة.
قوله: (ثم لم يجدوا إلا أن يتساهموا) قال ابن حجر: أي لم يجدوا شيئا من وجوه الأولوية، أما في الأذان فبأن يتساووا في معرفة الوقت وحسن الصوت ونحو ذلك من شرائط المؤذن، وأما في الصف الأول فبأن يصلوا دفعة واحدة، ويستووا في الفضل، فيقرعوا بينهم إذا لم يتراضوا في ما بينهم في الحالين، واستدل به بعضهم لمن قال بالاقتصار على مؤذن واحد، إلى أن قال: وزعم بعضهم أن المراد بالاستهام هنا الترامي بالسهام وأنه أخرج مخرج المبالغة، واستأنس بحديث لفظه (لتجالدوا عليه بالسيوف) لكن الذي فهمه منه البخاري أولى، إلى أن قال: ويدل عليه رواية لمسلم (لكانت فزعة)، انتهى.
قوله: (عليه) أي الصف الأول على رواية المصنف رحمه الله، أو على ما ذكر ليشمل الأمرين على رواية البخاري، وفي رواية عن مالك (عليهما).
Page 26