352

Ḥāshiyat al-Tartīb li-Abī Sitta

حاشية الترتيب لأبي ستة

وذكر ابن حجر: الخلاف في الصف الأول وأن الصحيح أنه الذي يلي الإمام حيث قال: (المراد به ما يلي الإمام مطلقا)، وقيل: أول صف تام يلي الإمام مطلقا، وقيل: أول صف تام يلي الإمام لا ما تخلله شيء كمقصورة، وقيل: المراد به من يسبق إلى الصلاة ولو صلى آخر الصفوف قال ابن عبد البر، واحتج بالاتفاق على أن من جاء أول الوقت ولم يدخل في الصف الأول فهو أفضل ممن جاء في آخره وزاحم في إليه، ولا حجة له في ذلك كما لا يخفى، قال النووي: القول الأول هو الصحيح المختار وبه صرح المحققون، والقولان الآخران غلط صريح انتهى، وكان صاحب القول الثاني لاحظ أن المطلق ينصرف إلى الكامل وما فيه خلل فهو ناقص، وصاحب القول الثالث لاحظ المعنى في تفضيل الصف الأول دون مراعاة لفظه، وإلى الأول أشار البخاري، إلى أن قال: وحديث الباب فيه الصف المقدم وهو الذي لا يتقدمه إلا الإمام.

قال العلماء في الحض على الصف الأول: المسارعة إلى خلاص الذمة والسبق لدخول المسجد، والقرب من الإمام، واستماع قراءته، والتعلم منه، والفتح عليه، والتبليغ عنه، والسلامة من اختراق المارة بين يديه، وسلامة البال من رؤية من يكون قدامه، وسلامة موضع سجوده من أذيال المصلين انتهى.

قوله: (ما في التهجير) قال ابن حجر: أي التبكير إلى الصلوات قاله الهروي، وحمله الخليل وغيره على ظاهره فقالوا المراد الإتيان إلى صلاة الظهر في أول الوقت لأن التهجير مشتق من الهاجرة، وهي شدة الحر نصف النهار، وهو أول وقت الظهر، وإلى ذلك مال المصنف كما سيأتي، ولا يرد على ذلك مشروعية الإيراد لأنه أريد به الرفق وأما من ترك قابلته وقصد إلى المسجد لينتظر الصلاة فلا يخفى ما له من الفضل.

قوله: (لاستبقوا إليه) قال ابن أبي حمزة: المراد بالاستباق معنى لا حسا لأن المسابقة على الأقدام حسا يقتضي السرعة في المشي وهو ممنوع منه، انتهى.

Page 27