229

Hamayan Zad

هميان الزاد إلى دار المعاد

Genres

" أن قوما من الصحابة قاموا ليلة ليقرءوا سورة، فلم يذكروا منها إلا بسم الله الرحمن الرحيم، فغدوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تلك السورة رفعت تلاوتها وحكمها "

وقيل إن سورة الأحزاب كانت مثل سورة البقرة، فرفع بعضها تلاوة وحكما. وعن عائشة رضى الله عنها كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات، فنخست بخمس معلومات فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن، رواه البخارى ومسلم، والمعنى أنه قارب رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة وقد نسخت التلاوة ولم يبلغ نسخها بعض الناس، فكان يقرؤها بعد نسخها. وبعض بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وقال أبو موسى الأشعرى نزلت ثم رفعت، وقال مكى هذا المثال فيه المنسوخ غير متلو ولا أعلم له نظيرا، وانتهى النسخ فى الخمس المعلومات عند الشافعى، وقال مالك نسخت الخمس، وكذا نقول معشر الإباضية الوهبية، كما قلنا إن التحريم يقع ولو بقطره، والفائدة مع نسخ اللفظ والحكم مما الثواب على الفعل، لو بقى والعزم على فعله لو بقى وامتثاله، وأما ما نسخ حكمه دون لفظه فقد تقدم ذكره، وذكر ما ورد عنه، وتقدم أنه ليس من النسخ آيات القتال لآيات الصفح والإعراض ولو عد ذلك كثير نسخا وسماه بعضهم منسئا. قال السيوطى ما أمر به لسبب ثم يزول السبب ليس نسخا بل منسئا أى مؤخر كالأمر حين الضعف والقلة بالصبر والصفح، ثم أوجب القتال لما زال الضعف وهو الأمر الذى ورد ووجب امتثاله فى وقت ما لعلة تقتضيه، ثم ينتقل بانتقال العلة إلى حكم آخر، وإنما النسخ الإزالة للحكم حتى لا يجوز امتثاله. قال مكى ذكر جماعة إنما ورد من الخطاب مشعرا بالتوقيت مثل

فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره

محكم غير منسوخ، لأنه مؤجل والمؤجل لا نسخ فيه، والحكمة فى رفع الحكم وبقاء اللفظ أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم يعمل به، كذلك يتلى لكونه كلام الله تعالى فيثاب عليه، فأبقى اللفظ لذلك، وأن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا للنعمة ورفع المشقة والعزم على العمل قبل النسخ، وقيل لا يكون النسخ حتى يرفع التلاوة ويرده ما نسخ بالقرآن من التوراة وهما متلوان، وأما نسخ اللفظ وبقاء الحكم فمثل ما أخرجه مسلم والبخارى عن ابن عباس، واللفظ لمسلم، أن عمر بن الخطاب قال على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها وعقلناها، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد الرجم فى كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، وأن الرجم فى كتاب الله عز وجل على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحمل أو الاعتراف، فإن قلت فى أى سورة؟ قلت فى الأحزاب؟ قال أبو عبيدة حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن المبارك بن فضالة، عن عاصم ابن أبى النجود، عن زر بن حبيش قال قال لى أبى بن كعب كم آى تعد سورة الأحزاب؟ قال اثنين وسبعين آية أو ثلاثا وسبعين آية، قال إن كانت لتعدل سورة البقرة وإن كنا لنقول فيها الرجم، وما آية الرجم؟ قال إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهم البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم.

وقال حدثنا عبدالله بن صالح، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبى هلال عن مروان بن عثمان، عن أبى أمامة بن سهل أن خالته قالت لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم الشيخ والشيخة إذا زنيا ارجموهما البتة بما قضيا من اللذة، وقال حدثنا حجاج عن ابن جريع أخبرنى ابن أبى حميد عن حميدة بنت أبى يونس، قالت قرأ على أبى وهو ابن ثمانين سنة فى مصحف عائشة رضى الله عنها وأن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، وعلى الذين يصلون الصفوف الأول. قالت قبل أن يغير عثمان المصاحف، وقال حدثنا عبدالله بن صالح، عن الليث، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن أبى واقد الليث، قال

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحى إليه آتيناه فعلمنا ما أوحى إليه، فجئت ذات يوم فقال إن الله يقول إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو أن لابن آدم واد من ذهب لأحب أن يكون إليه الثانى، ولو كان له الثانى لأحب أن يكون إليهما الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب "

وإن قلت فى أى سورة؟ قلت فى سورة لم يكن. لما أخرجه الحاكم فى المستدرك

" عن أبى بن كعب، قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله أمرنى أن أقرأ عليك القرآن فقرأ " { لم يكن الذين كفروا } فقرأ فيها لو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه، سأل ثانيا، فلو أعطيه سأل ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وأن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية والنصرانية، ومن يعمل خيرا فلن يكفره "

قال أبو عبيدة حدثنا حجاج، عن حماد بن سلمة، عن على بن زيد، عن أبى حرب بن أبى الأسود، عن أبى موسى الأشعرى قال نزلت سورة نحو براءة ثم رفعت وحفظ منها أن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم، ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب. وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى موسى الأشعرى قال كنا نقرأ سورة شبهها بإحدى المسبحات فأنسيناها غير أنى قد حفظت منها

يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون

Unknown page