Ghurar Akhbar
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
Genres
واكتب، قال: يا رب، وما أكتب؟ قال: علمي في خلقي، وما أنا خالقه إلى يوم القيامة؛ فجرى القلم وكتب (ذلك على اللوح) (1)؛ وبقي الجزء الرابع يتردد حتى لحق بالعظمة فسجد للعظمة، ولذلك تسجد أمتي إلى يوم القيامة.
وما من نبي إلا كانت له سجدة واحدة إلا نبيك (فإنه) سجد سجدتين، وهو نور، فقسم سبحانه النور على أربعة أجزاء، فخلق من الأول: الشمس، والقمر، والنجوم، وضوء النهار، والإبصار؛ وخلق من الثاني: العقل، وأسكنه الدماغ؛ وخلق من الثالث: المعرفة، وأسكنها الصدر؛ وبقي الجزء الرابع فقسمه على خمسة أجزاء، فأنا منهم على يمين العرش أسبحه إلى أن خلق الله تعالى الدنيا وما أسكن فيها من الأمم؛ وخلق الملائكة؛ وإن إبليس كان من المجتهدين في الأرض، فرفعه الله لعبادته وشدة اجتهاده، فكان في صفوف الملائكة، وكان يزهو عليهم (2) بعلمه، فامتحنه الله تعالى بآدم، كما امتحن موسى بالخضر، لأن موسى زها بالتوراة والألواح، فقال لبني إسرائيل: قد علمت كل علم، فلما لقي الخضر، هبط الأمين جبرئيل (عليه السلام)، فقال: إن مثل علمك في الصحف والتوراة والألواح، وما علمت منه كمثل رجل جاء إلى بحر زاخر تتلاطم أمواجه فغمس خنصره فيه، والذي بيدك من العلم كذلك.
ثم إن الله تعالى قال: (إني جاعل في الأرض خليفة) فقالت الملائكة: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا
Page 196