Ghurar Akhbar
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
Genres
تعلمون) (1)»؛ قال النبي (صلى الله عليه وآله): «لم تقل الملائكة: ما تريد أن تخلق؟ ولكنها استدلت بالجن، وذلك أنها كانت في الأرض ذات أجساد، فأفسدت فيها وسفكت الدماء، فأرسل الله عليهم الملائكة فاجتاحوهم عن وجه الأرض، ولقد كان فيهم نبي يقال له يوسف، وهو الذي ذكره الله تعالى في كتابه بقوله: (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات) (2) فكان فيهم نبيا مرسلا فعصوه، فأهلكهم الله تعالى.
ثم لما خلق الله آدم أشار إلينا ونحن عن يمين عرشه مخاطبة لملائكته: (أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين* قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) (3)، فقال لآدم: (أنبئهم بأسمائهم) (4) فكان الإشارة إلينا، فقال آدم: هذا محمد، وهذا علي، وهذه فاطمة، وهذا الحسن، وهذا الحسين؛ فقال الله: (اسجدوا لآدم فسجدوا)* (5) لآدم لفضل علمه، فمن هناك فضله على سائر الأمم (فسجد الملائكة كلهم أجمعون)* (6) إلا إبليس استكبر، وكانت الإشارة الثالثة، قال لإبليس: (أستكبرت أم كنت من العالين) (7)، وكان ينظر إلينا ونحن عن يمين العرش، كما ينظر أحدكم إلى الكوكب الدري في أفق السماء.
يا جابر، فالعرش من نور نبيك، والعلم من نور نبيك، واللوح من نور نبيك، والشمس والقمر والنجوم وضوء النهار وضوء الإبصار من نور نبيك، مشتق من
Page 197