Ghurar Akhbar
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
Genres
بمستودع نورنا، ولم يزل الله تعالى يختار لذلك النور بحسب الزمان (من يستودعه إليه) (1) إلى أن فضل محمدا في ظاهر الفترات، فدعى الناس ظاهرا وباطنا، وندبهم سرا وعلانية فاستدعى عليا، لينبه على العهد الذي قدمه قبل النسل، فمن وافقه قبس من مصباح النور المقدم اهتدى إلى سره، واستبان واضح أمره، ومن أبلسته الغفلة فاستحق(2) السخط، ثم انتقل النور إلى نزار فبلغ فينا، فنحن أنوار الله في أرضه وسمائه، ومنا (3) مكنون العلم، وبنا تنقطع الحجة (أولنا: حجة الله، وخاتم الأوصياء، و) (4) آخرنا، حجة الله، وخاتم الأئمة، ومنقذ الأمة وغاية النور؛ فنحن: أفضل المخلوقين، وأشرف الموحدين، وحجج رب العالمين فليتهنى بالنعم من تمسك بولايتنا وقبض عروتنا» (5).
جابر بن عبد الله، قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أول ما خلق الله تعالى، فقال:
«يا جابر، أول ما خلق الله نور نبيك، اشتقه من نوره، فأقبل ذلك النور يتردد حتى لحق بالعظمة، فسجد لها، فقسم الله تعالى ذلك النور على أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول العرش، ومن الثاني القلم، وقال للقلم: در حول العرش واكتب؛ قال:
يا رب، وما أكتب؟ قال: توحيدي، وفضل نبيي محمد، فدار وكتب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله؛ وخلق من الثالث اللوح، وقال للقلم: أجر في اللوح
Page 195