366

فيا سامح الله الشباب وإن جنى

على ، وحيا عهده سبل القطر

ملكت به أمرى ، وجاريت صبوتى

وأصبحت مرهوب الحمية والكبر

إذا أبصروني في الندي تحاجزوا

عن القول ، واستغنوا عن العرف بالنكر

وقالوا فتى مالت به نشوة الصبا

وليس على الفتيان فى اللهو من حجر

يخافون منى أن تثور حميتى

فيبغون عطفى بالخديعة والمكر

ألا ليت هاتيك الليالي وقد مضت

تعود ، وذاك العيش يأتى على قدر

مواسم لذات تقضت ، ولم يزل

لها أثر يطوى الفؤاد على أثر

إذا اعتورتها ذكرة النفس أبصرت

لها صورة تختال فى صفحة الفكر

فذلك عصر قد مضى لسبيله

وخلفنى أرعى الكواكب فى عصر

لعمرك ما في الدهر أطيب لذة

من اللهو في ظل الشبيبة واليسر

Page 366