365

أحست بما فى نفسها من ملاحة

فتاهت علينا ، والملاحة قد تغري

وأعجبها وجدي بها ، فتكبرت

علي دلالا ، وهي تصدر عن أمري

فتاة يجول السحر في لحظاتها

مجال المنايا في المهندة البتر

إذا نظرت ، أو أقبلت ، أو تهللت

فويل مهاة الرمل ، والغصن ، والبدر

فما زلن يغرين الطلا بعقولنا

إلى أن سقطنا لليدين وللنحر

فمن واقع يهذي ، وآخر ذاهل

له جسد ما فيه روح سوى الخمر

صريع يظن الشهب منه قريبة

فيسدو بكفيه إلى مطلع النسر

إذا ما دعوت المرء دار بلحظه

إليك ، وغشاه الذهول عن الجهر

بعيد عن الداعى وإن كان حاضرا

كأن به بعض الهنات من الوقر

تحكمت الصهباء فيهم ، فغيرت

شمائل ما يأتى به الجد بالهذر

Page 365