175

في وجهه سمة للغدر بينة

وبين جنبيه أحقاد وأوغام

له على الشر إقدام ، وليس له

إلا عن الخير والمعروف إحجام

كأنما أنفه من طول سجدته

في حانة اللهو حرف فيه إدغام

كعقرب الماء يمشي مشية صددا

فخلفه عند جد الأمر إقدام

أبدى بعاتقه المنديل سيمته

وحت موضعه من كفه الجام

وكيف يصلح أمر الناس في بلد

حكامه لبنات اللهو خدام ؟

قد يممته المخازي ؛ فهي نازلة

منه بحيث تلاقي اللؤم والذام

ما إن أصبت له خلقا ، فأحمده

فكل أخلاقه للنفس آلام

فظ ، غليظ ، مقيت ، ساقط ، وجم

وغد ، لئيم ، ثقيل الظل ، حجام

جاءت به عجز ليست بطاهرة

لها بمدرجة الفحشاء أزلام

Page 175