al-ʿIqd al-manzum fi dikr afadil al-Rum
العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
Publisher
دار الكتاب العربي - بيروت
Genres
ثم تولى مدرسة بايزيد باشا في البلدة المزبورة بعشرين ثم مدرسة اغا الكبير باماسيه بخمسة وعشرين ثم مدرسة القاضي بتره بثلاثين ثم مدرسة السلطان محمد بمرزيفون باربعين ثم مدرسة امير الامراء خسرو بمدينة آمد بخمسين ثم مدرسة خسرو باشا بمدينة حلب وهو اول مدرس بها وفوض اليه الفتوى بهذه الديار ثم نقل الى مدرسة سليمان باشا بقصبة ازنيق ثم نصب مفتيا بديار كعة وعين له كل يوم سبعون درهما ثم تقاعد عن المنصب وعين له كل يوم ستون درهما وتوفي رحمه الله سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة كان رحمه الله عالما فاضلا مجتهدا في اقتناء العلوم وجمع المعارف آية في الحفظ والاحاطة له اليد الطولى في الفقه والتفسير وكتب رحمه الله تعالى حاشية على شرح التفتازاني في الصرف وبسط الكلام وبالغ في جمع الفوائد والمهمات وله منظومة في علم الفقه وعدة رسائل من فنون عديدة رحمه الله
هذا آخر ما وقع من وفياتهم في دولة المرحوم السلطان سليمان بن سليم خان عاشر سلاطين آل عمثان فاتح ديار فارس بغذاد قالع قلاع انكروس وبغدان بلغراد قامع آثار الكفرة والملحدين معفر جباه عتاة المشركين صاحب الوقائع المشهورة والمناقب المذكورة ملك ملك الافاق بسطوته وتطاطا سراة العالمين عند سرادقات عزته هو الذي هرب ملك الشرق من بين يديه فدربا فربا ودانت لهيبته الملوك شرقا وغربا فياله من ملك مجاهد تناول الكواكب وهو قاعد اصبح البحر من صارمه الصمصام في اضطراب وتحصن المريخ من سهمه في بروج السبع القباب لو قصد الى كيوان في حصنه لا نزل ولو حمل بقناته على السماك الرامح لتركه رجلا اعزل وكان رحمه الله ملكا ممدوحا ومحمودا مقداما مظفرا مسعودا وقع منه عداة الدين في العذاب الاليم وبلغ ملكه الى السبع الاقاليم وقد مات رحمه الله وهو محاصر لقلعة سكتوار التي لم ير مثلها في حصانتها عين الفلك الدوار تباهي في رفعة سورها السماء وتناطح بروجها الحمل وتصافح الجوزاء وبأخرة كانت
Page 375