166

Caqiba Fi Dhikr Mawt

العاقبة في ذكر الموت

Investigator

خضر محمد خضر

Publisher

مكتبة دار الأقصى

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦ - ١٩٨٦

Publisher Location

الكويت

مَاذَا يَقُول إِذا ضمت جوانبها ... عَلَيْهِ وَاجْتمعت من هَا هُنَا وَهنا مَاذَا يَقُول إِذا أَمْسَى بحفرته ... فَردا وَقد فَارق الأهلين والسكنا هُنَاكَ يعلم قدر الوحشتين وَمَا ... يلقاه من بَات باللذات مرتهنا يَا غَفلَة ورماح الْمَوْت شارعة ... والشيب ألْقى برأسي نَحوه الرسنا وَلم أعد مَكَانا للنزولا وَلَا ... أَعدَدْت زادا وَلَكِن غرَّة وَمنى إِن لم يجد من توالى جوده أبدا ... ويعف من عَفوه من طالبيه دنا فيا إلهي ومزن الْجُود واكفة ... سَحا فتمطرنا الأفضال والمننا آنس هُنَالك يَا رَحْمَن وحشتنا ... والطف بِنَا وترفق عِنْد ذَاك بِنَا نَحن العصاة وانت الله ملجؤنا ... وَأَنت مقصدنا الأسني ومطلبنا فَكُن لنا عِنْد بأساها وشدتها ... أولى فَمن ذَا الَّذِي بهَا يكون لنا وَكَانَ عُثْمَان بن عَفَّان ﵁ إِذا وقف على قبر بَكَى حَتَّى يبل لحيته فَقيل لَهُ تذكر الْجنَّة وَالنَّار فَلَا تبْكي وتبكي من هَذَا فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول الْقَبْر أول منزل من منَازِل الْآخِرَة فَإِن نجا مِنْهُ صَاحبه فَمَا بعده أيسر مِنْهُ وَإِن لم ينبح مِنْهُ فَمَا بعده أَشد مِنْهُ وَسمعت رَسُول الله ﷺ يَقُول مَا رَأَيْت منظر قطّ إِلَّا والقبر أفظع مِنْهُ ذكره التِّرْمِذِيّ وَذكر التِّرْمِذِيّ أَيْضا من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ دخل رَسُول الله ﷺ مُصَلَّاهُ فَرَأى أُنَاسًا كَأَنَّهُمْ يكثرون فَقَالَ أما أَنكُمْ لَو أَكثرْتُم ذكر هَادِم اللَّذَّات لَشَغَلَكُمْ عَمَّا أرى أَكْثرُوا ذكر هَادِم اللَّذَّات الْمَوْت فَإِنَّهُ لم يَأْتِ على الْقَبْر يَوْم إِلَّا تكلم فِيهِ فَيَقُول أَنا بَيت الغربة أَنا بَيت الْوحدَة أَنا بَيت التُّرَاب أَنا بَيت الدُّود والهوام فَإِذا دفن العَبْد الْمُؤمن قَالَ لَهُ الْقَبْر مرْحَبًا وَأهلا أما إِن كنت لأحب من يمشي على ظَهْري إِلَيّ فإد وليتك الْيَوْم وصرت إِلَيّ

1 / 188