ارتعد ستيفن مرة أخرى، وارتمى فوق كرسيه.
أخذت قدحا، ونظرت إلى القارورتين، ثم أمسكت القارورة التي فيها الموت السريع الأكيد، ونزعت سدادتها، وبينما عيناها تراقبان راشيل، سكبت محتويات الزجاجة ببطء، وقربت السائل من شفتيها. وعندئذ ما هي إلا لحظة، حتى لا يمكن إسعافها.
هبت راشيل واقفة وهي تصيح، فناضلت هذه المرأة المتوحشة، وضربت راشيل، وأمسكتها من شعرها. ولكن راشيل أخذت القدح من يدها.
نهض ستيفن من فوق كرسيه، وقال: «يا راشيل، هل أنا أمشي أم أحلم؟»
قالت: «كل شيء على ما يرام يا ستيفن، لقد نعست أنا نفسي، والساعة الآن حوالي الثالثة ... أصغ .. إني لأسمع دقات ساعة الكنيسة الآن.»
نقلت الريح أصوات ساعة الكنيسة إلى النافذة، فأصغيا إليها وهي تعلن الثالثة. فنظر ستيفن إلى راشيل، فوجدها ممتقعة اللون، ولاحظ عدم ترتيب شعرها، وآثارا حمراء لأصابع على جبهتها؛ فأيقن من أنه كان متيقظا. وكانت راشيل لا تزال ممسكة بالقدح في يدها، فقالت بهدوء: «ظننتها حوالي الثالثة.»
سكبت راشيل السائل في الحوض، ووضعت فيه قطعة الشاش، وقالت: «لقد هدأت الآن، فيمكنني غسل الجروح.»
غسلت راشيل جروح المرأة المريضة بالسائل، ثم سكبت الباقي من الحوض، فوق النار، وكسرت الزجاجة.
ارتدت راشيل معطفها، واستعدت للخروج في الريح والمطر.
فقال ستيفن: «اسمحي لي بأن أسير معك يا راشيل.»
Unknown page