وقفت عينا ستيفن، مرة أخرى عند القارورة ذات البطاقة المكتوب عليها «سم» فارتجف جسمه، وجعل أعضاءه ترتعش، فقالت راشيل: «إنك لترتعد بردا وبللا يا ستيفن!»
قال: «كلا؛ فقد أصابني رعب وأنا قادم إلى البيت عندما كنت أفكر. عندما كنت ...»
قالت: «أيا ستيفن!» وهمت بأن تذهب نحوه، إلا أن ذراعه امتدت لتوقفها.
قال: «أرجوك ألا تقبلي نحوي، دعيني أراك جالسة بجانب السرير، طيبة ومسامحة. دعيني أراك مثلما رأيتك عندما جئت إلى هنا.»
ارتعد ستيفن مرة أخرى، وارتمى فوق كرسيه.
فقالت راشيل: «عندما تتحسن حالتها يا ستيفن فمن المنتظر أن تتركك وشأنك مرة أخرى، ولن تصيبك بأي أذى بعد ذلك .. والآن، سألزم الهدوء؛ إذ أريدك أن تنام.»
أغمض ستيفن عينيه، وأخذ يصغي إلى زمجرة الريح. وبالتدريج، تحول إلى عمل آلاته بالمصنع، والأصوات التي سمعها طوال ذلك النهار. ثم استغرق في النوم.
بعد لحظة، أيقظه صوت الريح، وكان المطر يحدث صوتا وهو يسقط على أسطح البيوت. وانكمشت الخطوات الكبرى، التي تحرك بها في حلمه، إلى جدران حجرته الأربعة، وكانت كما هي، باستثناء أن النار انطفأت.
وبدا أن راشيل نامت فوق مقعدها بجانب السرير، وبقي النضد في نفس موضعه، وفوقه الزجاجتان؛ إحداهما زجاجة السم.
خيل إلى ستيفن فجأة أنه رأى الستار الذي فوق السرير يتحرك، فنظر إلى فوق مرة أخرى، وتأكد من أنه يتحرك فعلا. أبصر يدا تتحرك وتمتد، وبعد ذلك، جذبت المرأة التي فوق السرير الستار جانبا، وجلست، وجالت عيناها فيما حولها. يبدو أنها لم تبصر الناس الموجودين في الحجرة. ثم توقفت عيناها عند النضد والزجاجتين اللتين فوقه.
Unknown page