برزتم من السور ففي أرض الحرب (1) أنتم سائرون، ولأولياء أهله أنتم مسافرون، فهالهم ما سمعوا، ويئسوا مما فيه طمعوا، وهموا بالانصراف، وقالوا لا تلافي لما سبق القدر أن يكون سبب التلاف.
ثم إنهم قالوا أردنا أمرا، ولا بد أن نبلي فيه عذرا، ونبلو منه وفاء أو غدرا (2)، ومشوا بتلك النية، وانتهوا إلى/ 36/ مجتمع الرعية فتلقوهم بأريحية، وحيوهم أحسن تحية، وقالوا لقد جئتمونا في وقت الحاجة، وقد أنضجنا من الرأي ما لا ينسب إلى الفجاجة (3)، وأردناكم لمباشرته فدعونا من اللجاجة (4)، إنا صالحنا الروم على شروط، ولا بد معهم من عقد مربوط، ونريد أن تحضروا معنا الصلح، ليكون عقده أوثق وأصح، فقال القوم لهم معشر المسلمين لا تشكوا بعد يقينكم، واتقوا الله في مدينتكم ودينكم، أتخذلون إخوانكم وتولون عنهم؟ وتتولون الكافرين ومن يتولهم فإنه منهم (5)، فكيف ترضون بهذه القطيعة الفظيعة، أولا ترون ما يؤول الأمر إليه من الخطوب الشنيعة، فقالوا لا بد من مشيكم معنا مكرمين إن أطعتم، أو مكرهين إن تمنعتم (6).
ثم حملوهم مستحلين لظلمهم، وقالوا للملك هؤلاء في حكمك
পৃষ্ঠা ১১৭