فيه فواقا، وانحط عنه فرارا وأزمع له فراقا.
وكان الروم قد اتبعوا منهزمتهم/ 29/ ليردوهم، وأرادوا أن يقطعوهم عن الطريق للهرب ويصدوهم، فخلأ الفريقان المعترك، وهرب الذي هرب وما رهب الدرك، ثم إن الروم تراجعوا فوجد واردهم المحلأ محلا، وأصابوا الجو خاليا والسلاح مخلا، واتبعوا المسلمين على طريق المدينة وهم عنها عائجون (1)، وإلى الفتن عارجون (2)، فلذلك قلت في هذا الزحف قتلاهم، وتلاحق في النجاة آخرهم بأولاهم (3). ولم ينجح منهم أحد إلا أعزل أكشف، ولا كان فيهم من أبقى بيده ولا على جسده الدرع ولا المرهف، فاحتوى الروم على كل ما طرحوا، وجالوا بقية يومهم هنالك وسرحوا، ثم ظهروا بالعدة والعدد، وأقبلوا لحصار البلد.
পৃষ্ঠা ১০৭