أهل طاعته (1)، فسلوا السيوف واستسهلوا الحتوف، وأبصر الذين شقوا موقف الوالي فشقوا إليه الصفوف، وأفرج المسلمون لهم حتى توسطوهم، ثم ضربوهم بالسيوف حتى فرشوهم على الأرض وبسطوهم (2). وحمل جماعة من الرعية على ما يليهم من الصف فقرعوا نبعه، وفرعوا هضبه، وخسفوا وثيق البنيان، وكشفوا فريق الصلبان.
وبينا بحر الحرب يعب، وريح النصر تكاد تهب، جاء الوالي أحد قومه وقال إن الروم قد احتدم ثأرهم، وزخر تيارهم، وقد حدقوا زرق الأسل، وحلفوا لأخذ هذا الجبل، وإن ملكوه سفلنا بصعودهم، وصرنا نقدا لأسودهم، فتوقهم بتوقله (3)، وخذ أعلاه وتخل عن أسفله (4). فراطن قومه أن يستتروا بجنته (5)، ويتقوا وقع القنا بقنته (6)، فأجفلوا إليه كالظلمان (7)، وأرادوا الاعتصام به من ذلك الطوفان (8)، فانتقضت تلك العزيمة، وحسب الناس أنها الهزيمة، فولوا الدبر، وعظم الخطب وكبر، وكل من صعد الجبل لم يمكث
পৃষ্ঠা ১০৬