وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذين شهدوا خطبته ذلك اليوم أن يبلغها الشاهد منهم الغائب ومعلوم أن كل من شهد ذلك من أمره قد لزمه من فرض الإبلاغ عنه على الانفراد ما لزمهم على الاجتماع وأنه لم يأمرهم بإبلاغ الغائب عنهم ذلك إلا والمبلغ عنه لازمه من فرض العمل بما أبلغ عنه من ذلك مثل الذى كان لازم السامع
لولا ذلك لم يكن للأمر بإبلاغه إياه إن كان غير لازمه به فرض العمل مثل الذى لزم المبلغ بسماعه منه عليه وجه معقول
لأن المبلغ ذلك من لم يشهده إن كان بهيئته قبل أن يبلغه فى أنه لم يلزمه من فرض العمل بما أبلغ ما لزم السامع فإنما كلف السامع أن يهذى فى وجه الغائب الذى لم يشهد سماع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك من قائله إن قاله وصف منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما يجل عن أن يوصف به بأبى هو وأمى صلى الله عليه وسلم
القول فى البيان عما فى هذه الأخبار من الغريب
فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته بمكة حين ذكر الحرم لا يعضد شجره يعنى بقوله عليه السلام لا يعضد شجره لا يفسد ولا يقطع
وإنما ذلك مثل وأصله من عضد الرجل الرجل إذا أصاب عضده بسوء
يقال فى ذلك عضد فلان فلانا فهو يعضده عضدا
وللعضد معنى غير ذلك وهو أن يكون الرجل للرجل عضدا وعونا وهو مصدر من قول القائل عضدت فلانا على أمره فأنا أعضده عضدا إذا أعنته
পৃষ্ঠা ৪৪