وقال قائلون : الإسلام هو أن يكون المرء يقول ، إما طائعا ، وإما | | كارها ، فإن كان طائعا ، فاعتقد قلبه ما أقر بلسانه ، فقد كمل إيمانه من | باب الإقرار ، وإن لم يصدق القلب قوله باللسان ، فليس إقراره بشيء في | الباطن ، ولكنه يحقن قوله دمه في الظاهر ، ويوجب له المناكحة والموارثة .
واحتج قائل هذه المقالة بقول الله تبارك وتعالى : ^ ( إذا جاءك | المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله يعلم إنك لرسوله والله يشهد | إن المنافقين لكاذبون ) ^ لما قالوا بألسنتهم قولا لم تعتقده قلوبهم ، شهد | الله بتكذيبهم ، ثم قال : ^ ( اتخذوا أيمانهم جنة ) ^ مانعة من القتل ، فجنوا | بها وتحصنوا ، فحقنوا دماءهم ، فأخبر أن ذلك ينجيهم من القتل ، وأجاز | رسول الله [ & ] وعلى آله مناكحتهم على الظاهر ، وقد أخبر الله عز وجل | عن باطن أمورهم ، وعرفه إياهم في لحن قولهم ، ووصفهم بما يدل على | ظاهرهم ^ ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم | خشب مسندة ) ^ .
فوصفهم من قلة الفهم ، وضعف العقل بما لا غاية وراءه ، ثم زاد | في وصفهم ^ ( يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم ) ^ فكان هذا | أيضا من وصف الجبن في الغاية التي لا [ ند ] لها .
পৃষ্ঠা ৩৩