وقال آخرون : الإسلام غير الإيمان ، الإسلام هو المنزلة الأولى ، | والإيمان أعلى منها ، والإسلام عندهم الإقرار باللسان ، والإيمان عندهم هو | التصديق بالقلب ، وكان من حجة هذه الطائفة أن قالوا : قال الله عز | وجل : ^ ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل | | الإيمان في قلوبكم ) ^ استدللنا على أن الإيمان هو التصديق بالقلب ، وأن | الإسلام هو القول باللسان .
وقال آخرون : الإيمان : هو أن يؤمن الإنسان بالله عز وجل ، | وبرسله ، وبكتبه ، وبالقدر ، خيره وشره ، وحلوه ومره ، وبالبعث بعد | الموت ، والجنة والنار ، وأنهما مخلوقتان ، والإسلام : شهادة أن لا إله إلا | الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم | رمضان ، وحج البيت ، والجهاد في سبيل الله عز وجل ، والإحسان : هو | أن يعبد الرجل ربه عز وجل كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه ، فيعلم أن الله | تبارك وتعالى يراه ، ويعلم فعله .
وروت هذه الطائفة الخبر أن رجلا أتى النبي [ & ] ، | تسليما كثيرا ، دائما ، طيبا ، مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضاه ، فسأله : | ما الإسلام ؟ فقال ما ذكرنا ، وسأله عن الإيمان ، فقال ما وصفنا ، وسأله | عن الإحسان ، فقال : ' أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه | يراك ' ، ثم أعلم رسول الله [ & ] أصحابه أن ' هذا جبريل أتاكم يعلمكم | دينكم ' .
পৃষ্ঠা ৩২