والكلام في تصديق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء به عن الله سبحانه وتعالى إنما هو بين للمسلمين والكفار، فجميع المسلمين قد علموا ذلك ضرورة، ولكنها حدثت ممن لم يخلص إيمانهم اعتقادات لم تكن من الدين الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، وما تنزه عنها إلا العترة الطاهرة، ومن تابعهم، فإنهم لم يميلوا إلى اعتقادات فاسدة يلزم منها الكفر، بل علموا أن ذلك من البدع التي هي شر المحدثات، ككون القرآن قديما، وأنه الكلام النفسي، لا هذا المملى، وأن هذه الحروف الموجودة في المصاحف عبارة عنه، وتكليف مالا يطاق، وأن العباد لا قدرة لهم بل الكسب، وغير ذلك مما تمجه الأسماع، وتنفر عنه العقول والطباع، وهم يتلون: ?وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون?[الأنبياء: 2] وغيرها من الآيات النيرة والحجج الباهرة.
পৃষ্ঠা ৪৯