وإعجازه هي البلاغة التي بلغت حدا لا يدرك، وما فيه من الإخبار بالمغيبات، والقصص عن الماضين من المؤمنين وأهل الضلالات، مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان بين أظهرهم كما قال الله: ?ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان?[الشورى: 52] يريد بالإيمان: الشرائع.
ومن عجزهم قالوا: ?به جنة?[المؤمنون: 25]، و?افتراه?[يونس: 38] و?أساطير الأولين اكتتبها?[الفرقان: 5]، و?إنما هو بشر يأكل الطعام ويمشي في الأسواق?[الفرقان: 7]. قال الزمخشري: سبحان الله ما أعجب أمرهم، لم يرضوا للنبوءة ببشر، ورضوا للإلهية بحجر !! يشير إلى أصنامهم المنحوتة ضلت العقول، وكذب الرسول ?وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور?[فاطر: 4]. وقد بلغ صلى الله عليه وآله وسلم ما أنزل إليه من ربه ?ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون?[التوبة: 32].
واعلم أن إرسال الله سبحانه وتعالى للرسل بكتبه المنزلة عليهم لتبيين ما يؤدون به شكره من العبادات، وما يحل وما يحرم في المعاملات وغيرها، كل ذلك من عدل الله وحكمته، ?لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل?[النساء: 165]، كما صرح بذلك في كتابه العزيز.
পৃষ্ঠা ৪৮