وأنه كما قال سبحانه: ?وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور?[الشورى: 52 53]، وذلك لأنه ادعى النبوءة والرسالة وأيده الله بالمعجزات الكثيرة، التي أعظمها وأصدقها شهادة على صدقه كتاب الله عز وجل، الذي ضمن حفظه إلى يوم القيامة، المتلو آناء الليل وأطراف النهار، وما يزيده كثرة الترداد والإعادة إلا جدة وطلاقة ولا يسأم قارئه ومستمعه، بل تزيد المؤمن آياته المتلوة إيمانا، وإعجازه إيقانا، تحدى الله ببلاغته وفصاحته خطباء العرب العرباء، ولغتهم أفصح اللغات، وهم فرسان الكلام، وبلغاء الدهماء في وفادتهم، وحرصهم على معارضته، حتى قال الله سبحانه وتعالى: ?قل لئن اجتمعت الجن والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا?[الإسراء: 88] ثم تنزل لهم إلى عشر سور، قال تعالى: ?قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين?[هود: 13]، ثم لما عجزوا عن ذلك تحداهم بسورة واحدة أقلها ثلاث آيات، فعجزوا عن ذلك، واختاروا خطر القتال، واقتحموا بحر الحرب والنضال، واصطلوا نار الفتنة على كل حال، عن أن يحوموا حول معارضته بالمقال.
পৃষ্ঠা ৪৭