فصل [في التوبة]
والتوبة تجب على العاصي عقلا وشرعا، لكونها لدفع الضرر عن النفس، ودفعه يجب كذلك، وأعظم ضرر يدفع هو عذاب الله تعالى، والخلود في النار، والله يقول: ?يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا?[التحريم: 8] وغير ذلك من الآيات الصريحة التي تأتي قريبا.
وتجب فورا عقيب التلبس بالمعصية؛ لأن العاصي مخاطب بوجوبها في كل لحظة، وإن لم يفعل كان مصرا، والإصرار معصية أخرى.
وهي: الندم على ما أتى به من القبيح لقبحه، وما أخل به من الواجب لوجوبه، والعزم على أن لا يعود إلى شيء من المعاصي كلها مدة عمره ، وهي مقبولة مع الإخلاص والإقلاع في كل وقت ما لم يغرغر بالموت وتحضر الملائكة لقبض روحه، كما جاء في الحديث النبوي، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سئل ما حد التائبين؟ فقال: (( من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته، ثم قال: ألا وإن ذلك لكثير، ثم قال: من تاب قبل موته بنصف سنة قبل الله توبته، ثم قال: ألا وإن ذلك لكثير، ثم قال: من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته، ثم قال: ألا وإن ذلك لكثير، ثم قال: ومن تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته، ثم قال: ألا وإن ذلك لكثير، ثم قال: من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته، ثم قال: ألا وإن اليوم لكثير، ثم قال: ألا من تاب قبل موته بساعة قبل الله توبته، ثم قال: ألا وإن ذلك لكثير، ثم قال: من تاب قبل أن يغرغر بالموت قبل الله توبته، ثم تلا قوله تعالى: ?ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما?[النساء: 17] فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((كل ما كان قبل الموت فهو قريب )).
পৃষ্ঠা ৩৭