والمنافق كافر صريح عظم الله فظاعة كفره، ونوه بقبحه، وجعله في أسفل درك من النار، ومن عجائب بلاغة القرآن أنه ذكر في أول سورة البقرة المؤمنين الخالص إيمانهم، ثم أتبعهم بذكر الكافرين الصريح كفرهم، ثم ذكر المنافقين وسرد فيهم نحو ثلاثة عشر آية تحتوي على قبح صفاتهم، وكذبهم، واستهزائهم، ومخادعتهم لله، وتمثيل حالهم بالصيب الذي فيه ظلمات ورعد وبرق، وتأمل ما ذمهم الله به في كثير من الآيات، وكونهم مذبذبين بين المؤمنين والكافرين، وأنزل فيهم سورة المنافقين، وعظمت المصيبة بهم لمخالطتهم المؤمنين، وكذبهم وتجاريهم على الشهادة التي لم تطابق ألسنتهم فيها قلوبهم، والأيمان الفاجرة، حتى فضحتهم (سورة التوبة)، وتسمى الفاضحة، لذلك فحالهم في القبح أعظم من الكفار والفساق. والرياء شعبة من النفاق.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها )) ?والله يشهد إن المنافقين لكاذبون?[المنافقون: 1]، ?وكفى بالله شهيدا?[النساء: 79]، ?إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا?[النساء: 145]، ?هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون?[المنافقون: 4]، ?ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون?[المنافقون: 8].
পৃষ্ঠা ৩৬